عادت أمس حركة المرور بمعظم شوارع العاصمة إلى سابق عهدها، حيث شهدت مختلف خطوط النقل الرابطة بين بلديات الجزائر العاصمة، خصوصا منها الجزائر الوسطى، اختناقا رهيبا في حركة المرور بسبب كثرة وسائل النقل العمومي والمركبات، كما تسببت كمية الأمطار التي تهاطلت منذ الصباح الباكر من يوم أمس على العاصمة في رفع نسبة الاختناق، خلافا لما كانت تسير عليه الأمور منذ أول أيام شهر رمضان والتي تميزت بمرونة في حركة السير نتيجة انخفاض عدد السيارات وحافلات نقل الطلبة. ومازاد من تذمر المواطنين الذين اقتربت منهم ''الحوار''، أن هذا الاكتظاظ تواصل نهار أمس لغاية ساعات متأخرة، ولم تسلم حتى الطرق السريعة من هذه الظاهرة. الدخول الاجتماعي والمدرسي الذي انطلق أمس أثر سلبا على حركة المرور خصوصا أثناء ساعات التحاق التلاميذ والطلبة بمدارسهم، وساعات توجه العمال إلى عملهم، الأمر الذي سيشكل بالضرورة خلال الأيام المقبلة عددا كبيرا من المواطنين اللاجئين من وإلى الجزائر العاصمة لقضاء حوائجهم، مما سيجعل شوارع العاصمة مكتظة بالسيارات خاصة أمام ضيق المسالك التي لم تجدد أغلبها إلى يومنا هذا من جهة، وإلى اهتراء الطرقات أثناء تساقط أولى زخات المطر، من جهة ثانية، فالاختناقات المرورية التي تعرفها طرقات العاصمة سيما على مستوى الطرق الكبرى صارت نقاطا سوداء، سببت تذمر أغلبية مستعملي الطرقات الذين يضطرون لاتخاذها يوميا. حالة الاختناق هذه أرجعها بعض المواطنين ممن تحدثنا إليهم إلى انعدام قوانين حركة المرور، فأغلب أحياء البلديات لا تتوفر على الإشارات الضوئية التي تسمح لسائقي السيارات بالسير بانتظام. يحدث هذا في الوقت الذي تشهد الجزائر فيه مشاريع ضخمة أهمها ميترو الانفاق الذي من المنتظر أن يرى النور شهر مارس من السنة المقبلة، إلى جانب كهربة السكة الحديدية، والتراموي، إلى جانب إنجاز أنفاق ومسالك جديدة للسيارات.