أصبح الدخول أو الخروج من وسط العاصمة هاجسا يوميا ومعاناة حقيقية لكل مواطن بالنظر للطوابير الطويلة من السيارات والاختناقات المتواصلة عبر الطرق الرئيسية والفرعية ومفترقاتها، فلا يمكن لك أن تجتاز نقاط الاختناق حتى تجد نفسك أمام طوابير لا متناهية من السيارات وقد يمتد الوضع طول النهار في بعض النقاط المصنفة "سوداء" ، ولتخفيف الضغط باشرت وزارة النقل بالتنسيق مع مختلف مصالحها في إطلاق عدة مشاريع منها فتح حظائر جديدة للسيارات ونقل موقف سيارات الأجرة خارج العاصمة بالإضافة إلى إعداد مخطط نقل يسمح بتحديد مسار النقل بشكل مغاير ذهابا وإيابا . فقد أفضت الدراسة التي أعدتها مديرية النقل لولاية الجزائر في إطار مكافحة النقاط السوداء عبر الطرق الرئيسية والفرعية إلى تحديد جملة من الإجراءات الاستعجالية منها نقل محطة سيارات الأجرة ما بين الولايات "الحصن" القريبة من ساحة بور سعيد إلى محطة نقل المسافرين بالخروبة في مبادرة لفك الخناق عن مدخل ميناء الجزائر ومحطة القطار، ولنفس الغرض تم تهيئة أرضية لاستيعاب 360 مركبة بغلاف مالي قدر ب 30 مليون دج في انتظار الانتهاء من إجراءات الحصول على أرضية ثانية من مالكها الأصلي بغرض توسيع المحطة وتنظيمها. ويقول مصدر من مديرية مؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري لولاية الجزائر أنه تم تخصيص كل المرافق الضرورية لفتح محطة لسيارات الأجرة تكون بالمقاييس المطلوبة وذلك ابتداء من الأسبوع القادم، وللسهر على تنظيم حركة النقل بها خصصت مكاتب لممثلي العمال وأخرى للصيانة والتهيئة والحراسة تابعة لكل من عمال المؤسسة بالمحطة وأعوان الشرطة وأخرى للاستقبال مع وضع ملاجئ الانتظار وتخصيص دورات للمياه وأرصفة لتحديد المواقف، في حين سيشرع في القريب العاجل في بناء ستة حظائر للسيارات بثلاثة طوابق تصل طاقة استيعابها إلى 1200 مركبة لكل حظيرة وذلك بكل من الحراش، حيدرة، المدنية، الابيار، سيدي أمحمد والقبة. ولضمان توقف السيارات وتحرير الطريق عبر شوارع العاصمة، تقرر تخصيص مسارات مخالفة لتنقل السيارات مع تحريريها من المركبات المهملة وذلك بالتنسيق مع مصالح الأمن التي استفادت من محشر جديد للسيارات ببلدية سيدي أمحمد بطاقة استيعاب تصل إلى 400 مركبة وهو ما يسمح، حسب مصادرنا، بإضفاء سيولة أكثر في حركة تنقل السيارات وسط العاصمة. وعن نقاط الاختناق التي نسجلها يوميا عبر الطرق الرئيسية ينتظر أن تكون مشاريع قطاع الأشغال العمومية الخاصة بالأنفاق، والتي تعدى عددها التسعة، الحل الأمثل من خلال فتح مسارات جديدة من شأنها ضمان حركة مرورية والقضاء على جزء كبير من ظاهرة الاختناق والاكتظاظ.