عرفت العاصمة عشية العيد حركة غير عادية، ميزها توافد المواطنين على محطات النقل العمومي، وخروج العاصميين إلى المتاجر لاقتناء مستلزمات العيد، وعلى رأسها ملابس العيد، فرغم حرارة الطقس المحسوسة إلا أن ذلك لم يمنع المواطنين من السير في الشوارع والتنقل من متجر إلى آخر، للظفر بما يلزم للمناسبة، من جهتها عرفت محلات بيع الحلويات إقبالاً كبيراً من طرف النسوة، أما أسواق الخضر والفواكه فعجت كعادتها بالمتسوقين. وفي جولتنا ببعض شوارع العاصمة لاحظنا أن حركة المركبات كانت مكثفة، بما لا يوحي بأن عدداً هائلاً من المواطنين غادروا العاصمة، وآخرون يوجدون عطلة سنوية، وفسّر أحد المواطنين الذي وجدناه بمحل لبيع الملابس في شارع حسيبة بن بوعلي وسط العاصمة هذه الحركة بكون العاصميين الذين تأخروا في شراء مستلزمات العيد وجدوا أنفسهم تحت ضغط الأبناء الذين يلحون على شراء ما يلزمهم من ملابس، وقد يجد - يقول محدثنا - بعض الأولياء صعوبة كبيرة في تلبية رغبات وأذواق الأبناء، ولذلك فالحركة الكبيرة تترجم خروج عدد هائل من المواطنين لقضاء حوائجهم، قبل فوات الأوان. كما غصت محطات نقل المسافرين للعاصمة بجموع المواطنين الراغبين في الالتحاق بأهاليهم في الولايات الأخرى، وقد سخرت مديرية النقل كل الوسائل لاستقبال الوافدين، فمحطة الخروبة استقبلت آلاف المواطنين الذين غادروا نحو مختلف ولايات الوطن، وقد استغل أصحاب ''السيارات الصفراء'' بالخصوص هذه المناسبة للعمل على مدار الساعة، وحسب أحد السائقين فإن اليومين الأخيرين من رمضان ويومي العيد أيضاً تعد سانحة لتوفير بعض الدنانير الإضافية، لأن الزبائن يكونون مضطرين للتنقل، مهما كلف الثمن، للالتحاق بالأهالي ومشاركتهم نكهة العيد. كما أغلقت العديد من المطاعم والمخابز ومحلات الحلاقة، التي يقطن أصحابها أو المشتغلون بها بالولايات الأخرى، مما شكّل ضغطاً على المحلات التي بقيت مشتغلة. وكعادتها تعززت العاصمة بأعوان الأمن المروري وفِرق شرطة التدخل المترجلة بالشوارع الرئيسية والأماكن العمومية لحماية المواطنين من أي اعتداء محتمل، لا سيما وأن اللصوص يتحينون فرصة الزحمة بالأسواق والمتاجر لفعلتهم، وشهدت حركة المرور سيولة محدودة ببعض الطرق خارج الشوارع الكبرى لكن شوارع أخرى لازمتها تلك الطوابير الطويلة من المركبات، على غرار ديدوش مراد، العربي بن مهيدي... وغيرها، لكن تدخل أعوان الأمن المروري خفف من الزحمة.