ألمح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس عن عزمه التنحي من منصبه على رأس السلطة الفلسطينية في حال فشل مفاوضات السلام المباشرة الجارية مع الطرف الإسرائيلي تحت إشراف الإدارة الأمريكية.وقال جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني إن ''الرئيس عباس أبلغ كلا من اللجنتين المركزية للحركة والتنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بأنه سيقدم على خطوة كبيرة في حال فشل المفاوضات المباشرة مع إسرائيل''. وأضاف أن ''كل السيناريوهات تقود إلى خيار تلميحه بالاستقالة من منصبه خاصة أنه كان قد أعلن سابقا أنه لن يترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة''. ويأتي تلميح الرئيس عباس إلى الاستقالة من منصبه بعدما كان صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين دق ناقوس الخطر من إمكانية زوال السلطة الفلسطينية في حال فشل الجولة الجديدة من مفاوضات السلام مع الإسرائيليين، والتي اعتبرتها الولاياتالمتحدة بمثابة الفرصة الأخيرة المتاحة للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل تسوية خلافاتهما وبلوغ السلام المنشود. غير أن مسؤول حركة فتح أكد أن المسافات ''بعيدة جدا'' بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وقال ''نحن في مفاوضاتنا مع إسرائيل نسعى إلى إنهاء الاحتلال لأرضنا ونيل حقوق شعبنا وثوابتنا إلا أن الحكومة الإسرائيلية ما تزال غير جاهزة لتحقيق السلام وتصر على تكريس الاحتلال عبر الاستيطان والمطالبة باعتراف بيهودية دولتها''. وكان الرئيس الفلسطيني قبل بداية الشهر الجاري دعوة واشنطن لخوض هذه المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام خلال عام. وأجرى الفلسطينيون والإسرائيليون ثلاث جولات من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل برعاية أمريكية في كل من واشنطن ومنتجع شرم الشيخ المصري والقدس المحتلة من دون إعلان أي من الجانبين عن تقدم أو حل لقضايا الخلاف القائمة وفي مقدمتها موضوع الاستيطان. ومن المقرر أن يعقد الرئيس عباس الأسبوع القادم اجتماعا رابعا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال .65 تزامنا مع ذلك واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس ولليوم الثاني على التوالي غلق الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل أمام المصلين المسلمين وفتحته بالكامل أمام المستوطنين اليهود لإحياء ما يسمى بيوم ''الغفران'' اليهودي. وأصدرت سلطات الاحتلال بيانا للأوقاف الإسلامية في الخليل تبلغها فيه بإغلاق الحرم ليوم أمس إضافة إلى أيام أخرى في الأسابيع القادمة. وكان وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش أدان القرار الإسرائيلي وأكد أن ''السياسة الإسرائيلية تثير المزيد من العداوة والبغضاء وتزيد من الكراهية والتوتر وهي سياسة استفزازية يهدف الاحتلال من خلالها الاستيلاء الكامل على الحرم بعد أن استولت على غالبيته وخاصة أيام الأعياد اليهودية مما يتناقض مع الاتفاقيات والقوانين الدولية التي كفلت حماية حرية العبادة تحت الاحتلال''. وطالب أبناء محافظة الخليل بالاستمرار في أداء الصلوات في الحرم الإبراهيمي الشريف وحمايته من المخططات الإسرائيلية المتتابعة للاستيلاء عليه كما طالب المجتمع الدولى بإلزام إسرائيل بتطبيق القرارات المتعلقة بحماية الأماكن المقدسة.