أخذت قضية قسم أندية الهواة لكرة القدم المقاطعة للبطولة، منعرجا خطيرا ينذر بتعفن الوضع، بعد أن رفضت هذه الأندية جملة وتفصيلا موقف الرابطة من حركتها، حيث قررت هذه الأخيرة خصم ثلاث نقاط من رصيدها وتسليط غرامة مالية عليها بستين ألف دينار بعد رفضها المشاركة في الجولة الأولى من هذه المنافسة. وذهبت الرابطة إلى أبعد من ذلك، عندما هددت بتطبيق المادة 62 من قانون البطولة الوطنية هواة، التي تشير إلى سحب فريق الأكابر من المنافسة وإنزاله إلى قسم ما قبل الشرفي في حالة تعمد الغياب في ثلاث مباريات. رد فعل الرابطة من هذه المقاطعة أثار استياء رؤساء الأندية الذين صرح البعض منهم ل''المساء''، أن إجراءات الهيئة المشرفة على المنافسة لن تدفعهم إلى التراجع عن المطالبة بحقوقهم المتمثلة في ضرورة إنشاء ثلاث مجموعات، تطبيقا لقرارات الجمعية العامة الأخيرة ل''الفاف'' مثل ما أشار إليه رئيس نادي الرغاية رابح مسرور، الذي لا يتوقع عدول هذه الأندية عن مطالبها. مسيرة في بوسعادة ضد إجراءات الرابطة الرد الأكثر صلابة للإجراءات الأخيرة للرابطة، جاء من فريق أمل بوسعادة الذي لجأ، حسب ما صرح به لنا رئيس فرع كرة القدم، السيد بغدادي، إلى تنظيم أول أمس مسيرة سلمية بوسط المدينة قادها مسيرو فريق الأكابر وشاركت فيها مختلف الفعاليات الرياضية للمدينة والأنصار، رفعوا خلالها شعارات منددة بالظلم الذي تعرض له الفريق بعد تحقيقه الصعود إلى القسم الثاني وتواجده في الأخير مع أندية الهواة. وطالب المحتجون على قرار الرابطة بضرورة العمل بالتوازن الجهوي الرياضي، وعبروا عن تأييدهم لبرنامج رئيس الجمهورية الرامي إلى النهوض بالرياضة عبر كامل التراب الوطني. وقال محدثنا: ''إن أمل بوسعادة يعتبر أكثر الأندية المتضررة من تعنت الفاف والرابطة، رفقة وداد بوفاريك ووفاق بن طلحة بعدما نالت الحق في الصعود إلى القسم الوطني الثاني ووجدت نفسها في الأخير في قسم أدنى من ذلك، أي عوض أن نحتفل بالصعود حدث لنا العكس، أيعقل أن يحدث هذا في بلد يلقب بأمة في كرة القدم؟''. وأشار محدثنا في الأخير، إلى أن أغلبية الأندية المقاطعة مصممة على مواصلة الإضراب إلى غاية تحقيق المطالب مهما كلفها الثمن. من جهته، اتهم رئيس وفاق صور الغزلان، السيد يوسف خلفان، الرابطة و''الفاف'' بقطع باب الحوار في وجه الأندية، حيث قال في هذا الشأن: ''الأندية طالبت بالدخول في الحوار مع الهيئات الفيدرالية قبل أن تعلن عن مقاطعة المنافسة، فلا الرابطة ولا الاتحادية أرادتا الاستماع لنا أو فهم مطالبنا المشروعة، وهذا الموقف لا يخدم الكرة الجزائرية على الإطلاق''. وعلق محدثنا على القرار الأخير للرابطة قائلا: '' ليس من العيب أن ننزل إلى القسم الشرفي بسبب دفاعنا عن حقوق مشروعة، وفي هذه الحالة فإن الهيئات الفدرالية مطالبة بمراجعة حساباتها''. ومعلوم أن أندية قسم الهواة المقاطعة للمنافسة، تعقد اليوم بعين الترك اجتماعا سيخصص للوضع المترتب عن مطالبها، حيث يتوقع الملاحظون أن يجدد الرؤساء موقفهم الرافض لخوض المنافسة ما لم تلب مطالبهم القاضية بإنشاء ثلاث مجموعات. أحد مسؤولي الأندية المقاطعة، كشف في تصريح ل ''المساء''، أن هناك احتمالا كبيرا أن تختار الأندية اللجوء إلى المحكمة الرياضية الجزائرية قبل طرق أبواب ''الفيفا'' في حالة غياب الحوار مع ''الفاف'' والرابطة.