تميزت الزيارتان الرسميتان اللتان قام بهما رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لكل من دولة الكويت وقطر بإلإهتمام البالغ بضرورة ترقية الاستثمار في الجزائر وكذا مضاعفة المبادلات التجارية بين الجزائر وهذين البلدين· فبالإضافة إلى المباحثات التي كانت لرئيس الجمهورية خلال زيارته لدولة الكويت مع أميرها الشيخ الصباح الأحمد جابر الصباح، فقد استقبل الرئيس بوتفليقة مسؤول الهيئة العامة للإستثمار ورئيس غرفة التجارة والصناعة وهذا بهدف إعطاء ديناميكية أكبر للتعاون الثنائي بين الجزائر والكويت على الصعيدين الاقتصادي والتجاري· وكما يتضح من البيان المشترك الذي صدر عقب الزيارة فإن الطرفين "استعرضا التطور النوعي الذي حققه اقتصاد البلدين وما أفرزه من إمكانيات التعاون الهائلة من منظور التكامل والشراكة بين رجال الأعمال"· ودعا قائدا البلدين في هذا البيان الختامي اللجنة المشتركة "لاستئناف اجتماعاتها واستغلال كل الفرص المواتية لخلق قوة زخم تعطي دفعة قوية لعلاقات التعاون القائمة بين البلدين في كافة المجالات آخذين بعين الاعتبار ضرورة تعزيزها في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والشراكة بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين وللشعبين الشقيقين"· وقد توجت الزيارة كذلك بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات تجنب الإزدواج الضريبي والتعاون الاقتصادي والفني والتدريب والتعليم المهني والإعلام والثقافة وذلك تعزيزا لأوجه التعاون المشترك ودفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أوسع كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتشاور والتنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين· وشكل الاستثمار في الجزائر ومشاريع الشراكة في العديد من القطاعات محل اهتمام رجال الأعمال الكويتيين الذين عبّروا عن قناعتهم بأن زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى الكويت ستعطي "حركية جديدة" للتعاون الاقتصادي بين البلدين· وكان لقاء رجال الأعمال الكويتيين مع وزير التجارة السيد الهاشمي جعبوب ووزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل فرصة لرئيس غرفة التجارة والصناعة الكويتية ورئيس مجلس إدارتها لإبداء رغبتهما في إقامة شراكة فعلية مع الجزائر وإنجاز مشاريع استثمارية في مختلف القطاعات لا سيما السياحة والصناعة والسكن والاتصالات· أما السيد جعبوب فقد أكد لرجال الأعمال الكويتيين أن الجزائر "بلد جذاب" إذ "يمنح جميع فرص الاستثمار" للمتعاملين العرب والأجانب، مضيفا بأن الحضور الكويتي لا يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة بين البلدين"، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس بوتفليقة إلى هذا البلد "ستساهم بالتأكيد في إعطاء زخم جديد لهذا التعاون"· من جانبه حث السيد شكيب خليل المتعاملين الكويتيين على القدوم من أجل الاستثمار في قطاع الطاقة لاسيما في مجال استكشاف الغاز والنفط وكذا في مجال البتروكيمياء والموارد المنجمية· والاهتمام المنصب على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية كان يحذو رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في زيارته الرسمية التي قادته لدولة قطر التي تربطها بالجزائر علاقات وصفها الرئيس في حديث لصحيفة قطرية ب "الممتازة والمتميزة"· وقد حظيت الشراكة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمار بأهمية خاصة خلال هذه الزيارة على ضوء ما يعرفه التعاون من حركية وتبادل زيارات والرغبة التي أبداها رجال أعمال ومستثمرون من قطر الذين كانوا سباقين لدخول السوق الجزائرية في دعم استثماراتهم في الجزائر لاسيما في قطاعات الطاقة والاتصالات والمالية والفلاحة والسكن والعمران· وبالإضافة إلى المحادثات التي أجراها مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني استقبل الرئيس بوتفليقة، رئيس جهاز الاستثمار الخارجي القطري الشيخ علي بن جاسم آل ثاني ورئيس الجمعية القطرية لرجال الأعمال السيد فيصل بن قاسم آل ثاني· وفي السياق أكد وزير التجارة السيد الهاشمي جعبوب أن اللقاءات التي تم عقدها مع المسؤولين ورجال الأعمال القطريين "برهنت أن الجزائر قادرة على استقطاب الاستثمارات القطرية"، موضحا أن زيارة الرئيس بوتفليقة لكل من الكويت وقطر كانت "فرصة للترويج لفرص الاستثمار في الجزائر بصفتهما بلدين لهما إمكانات طائلة يريدان استثمارها في وجهات جديدة غير تلك التي اعتادوا عليها من قبل كأمريكا وأوروبا· وكانت هذه الزيارة مناسبة للتعريف بالإجراءات الجذرية والإصلاحات البنكية والمالية والجمركية والإدارية التي قامت بها الجزائر في مجال الاستثمار وكذا التعديلات التي أدخلت على قانون الاستثمار من خلال التحفيزات والإعفاءات الجمركية والجبائية المقدمة للمستثمرين· كما صرّح السيد جعبوب خلال هذه الزيارة لدولة قطر أنه تم الاتفاق على بعث التعاون الثنائي على مستوى اللجان المشتركة الجزائرية الكويتية والجزائرية القطرية لكي تلتقي وتدرس وضعية التعاون الثنائي بجدية وكذا على التقاء رجال الأعمال الجزائريين مع نظرائهم من الكويت ومن قطر· (وأج)