كشفت إحصائيات نشرتها الحكومة العراقية امس، عن ارتفاع حصيلة ضحايا أعمال العنف في مختلف أنحاء البلاد شهر فيفري الماضي بنسبة 33 بالمائة مقارنة مع تلك المسجلة شهر جانفي الماضي·واكدت هذه النسبة تمكن المقاومة العراقية من تنظيم صفوفها رغم المخططات الامنية التي تم تنفيذها في مختلف المحافظات الساخنة بما فيها العاصمة بغداد· وأكدت هذه الإحصائيات التي أعدتها وزارات الداخلية والدفاع والصحة، أن 721 عراقيا لقوا مصرعهم خلال الشهر الماضي من بينهم 636 مدنيا و20 عسكريا و65 شرطيا في حين بلغ عدد الجرحى 847 شخصا· ووضعت هذه الارقام بذلك نهاية لمعدلات تراجع عدد قتلى العنف في العراق التي ميزت الستة أشهر الأخيرة حيث تم تسجيل مصرع 541 عراقي خلال شهر جانفي الماضي في أدنى حصيلة قتلى تسجلها المأساة العراقية منذ فيفري 2006 ·واشارت الإحصائيات ان شهر سبتمبر الماضي سجل مصرع 917 مقابل 887 قتيل خلال شهر أكتوبر و606 قتيل في شهر نوفمبر· وتعكس هذه الأرقام حقيقة الوضع الأمني المتدهور في العراق والذي حاولت الحكومة العراقية والقوات الأمريكية إعطاء صورة ايجابية عن تحسنه من خلال نشر تقارير في هذا الاتجاه والإدلاء بتصريحات اكدت تمكن قوات الطرفين من فرض سيطرتها على الوضع الأمني لا سيما في العاصمة بغداد· ولكن استمرار العمليات الانتحارية واستمرار سقوط المزيد من القتلى رغم وضع خطط أمنية جند لها عشرات الآلاف من الجنود وعناصر الشرطة دحض ادعاءات المسؤولين السياسيين والعسكريين العراقيين والأمريكيين· وأمام عودة درجة العنف في العراق الى مستويات الاشهر الماضية والذي فسره عديد المحللين بإعادة المقاومة العراقية تنظيم صفوفها، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن القوات العراقية بدأت في شن معركة ضد من وصفهم بالإرهابيين التابعين لتنظيم القاعدة في إشارة إلى عناصر المقاومة العراقية للقضاء نهائيا على هذا التنظيم في كامل العراق· وقال المالكي في خطاب ألقاه نهاية الأسبوع بمناسبة احياء الطائفة الشيعية لأربعينية استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه بمدينة كربلاء أن الإرهابيين يريدون تقسيم العراق وتحطيم وحدته وهم يسعون إلى خلق نزاعات عرقية لبلوغ هذه الغاية· ودعا المالكي الشعب العراقي للتعاون مع حكومته والقوات العراقية للقضاء على تنظيم القاعدة في محافظات شمال العراق والتي تعرف في الآونة الأخيرة تدهورا أمنيا خطيرا بعد استعادة المقاومة العراقية المبادرة في تنفيذ العمليات الانتحارية واستهداف القوات الأمريكية ونظيراتها العراقية· وأمام هذا الوضع أفادت مصادر إعلامية أمريكية أمس، أن الولاياتالمتحدة ستقوم بتقليص حجم قواتها المتواجدة في العراق قبل نهاية عهدة الرئيس جورج بوش نهاية العام الحالي·وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست"، أن وقف عملية سحب القوات الأمريكية التي كان أعلن عنها وزير الدفاع روبرت غيتس ستستمر الى غاية بداية فصل الصيف للتمكن من تقييم الوضعية على أرض الميدان·