عاد الهدوء الحذر إلى محافظة البصرة وباقي مدن جنوب العراق بعد أسبوع من المواجهات الدامية بين عناصر ميليشيا جيش المهدي والقوات العراقية والتي راح ضحيتها قرابة 500 قتيل وأكثر من ألف جريح· واغتنم رئيس الوزراء العراقي فرصة عودة الهدوء الى هذه المناطق ليعلن عن برنامج عمل من ست نقاط يهدف إلى التحكم في ميناء البصرة النفطي ومنع كل عمليات التهريب التي تتم عبر هذا المرفإ الاستراتيجي من طرف شبكات تهريب منظمة تخصص عائداتها لشراء الاسلحة · ووصف المالكي في بيان صدر عن مكتبه أمس عملية "صولة الفرسان" التي اشرف بنفسه على تنفيذها قبل أسبوع في محافظة البصرة لتطهيرها من ما وصفها بالشبكات الإجرامية والإرهابية ب "الناجحة"، رغم أن العديد من التحاليل اكدت ان العملية فشلت بدليل تراجع الحكومة عن اصرارها في متابعة المسلحين الى غاية وضع اسلحتهم وارغمت بدلا عن ذلك على الدخول في مفاوضات مع المسلحين لوقف الاشتباكات· بل ان القوات العراقية فشلت في احتواء الوضع ما استدعى تدخل الطيران الحربي الامريكي لانقاذ الموقف· وقال المالكي أن العملية سمحت باستعادة الاستقرار وفرض القانون في ثاني أكبر المدن العراقية بعد انسحاب القوات البريطانية منها وتسليم المهام الأمنية الى نظيرتها العراقية· ويتضمن البرنامج الذي أعلن عنه رئيس الوزراء العراقي بإرسال وفد وزاري الى البصرة من اجل تنفيذ خطة تنموية شاملة تبدأ باعادة الاوضاع الى سابق عهدها من خلال عودة عمل الهيئات الرسمية والشروع في اقامة مشاريع سكنية واسعة لصالح السكان المحرومين واعداد برامج لزيارات سياحية الى القصور الرئاسية التي شيدت خلال حكم الرئيس العراقي المعدوم صدام حسين والتي تحولت الى أماكن سياحية· وعلى صعيد أمني كشفت تقديرات حكومية أمس عن تزايد معدلات العنف في العراق خلال شهر مارس الماضي بنسبة 50 بالمائة مقارنة مع شهر فيفري· وجاء في تقرير وزارات الداخلية والدفاع والصحة العراقية نشر أمس مصرع ما لا يقل عن 1082 شخصا خلال الشهر الماضي من بينهم 925 مدنيا و54 عسكريا و103 من عناصر الشرطة في حين بلغ عدد الجرحى 16300 شخص· وتأخذ هذه الأرقام في الاعتبار حصيلة المواجهات الدامية الأخيرة بين مليشيا جيش المهدي والقوات العراقية· كما تؤكد أن موجة العنف في العراق في عرفت تصاعدا خطيرا في الشهرين الأخيرين بعد أن كانت تقارير سابقة أشارت الى أن الوضعية الأمنية في العراق تحسنت في الفترة الممتدة من شهر سبتمبر الماضي الى غاية مطلع العام الجاري·