انكشفت حقيقة النظام المغربي الذي لا يتقن إلا لغة القوة في التعامل مع شعب اعزل احتلت أراضيه بقوة الحديد والنار ويسعى الى القضاء على هويته وعلى أي حركة حتى ولو كانت سلمية يقوم بها أبناء الشعب الصحراوي من اجل تأكيد وجودهم والمطالبة بحقهم المشروع في تقرير مصيرهم.وشهد الوضع في الأراضي المحتلة تطورات خطيرة إثر مقتل طفل صحراوي ليلة الأحد إلى الاثنين رميا برصاص الجيش المغربي فيما أصيب سبعة آخرون بجروح بليغة أثناء محاولتهم دخول مخيم الاستقلال للنازحين الصحراويين شرق مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة. ونقل التلفزيون الصحراوي في ''خبر عاجل'' نبأ مقتل الطفل الصحراوي الكاراحي الناجم البالغ من العمر 14 سنة وقالت بأنه لفظ أنفاسه مباشرة بعد إصابته على مستوى الصدر فيما نقل السبعة الآخرون إلى المستشفى وهم في حالة جد حرجة. وذكرت مصادر صحراوية أن الطفل الصحراوي استشهد على الفور في سيارة رباعية الدفع كانت تحمله رفقة شبان آخرين والتي تعرضت لوابل من الرصاص الحي عندما كانت متوجهة الى مخيم الاستقلال. وخلف الاعتداء إصابة آخرين والذين كان من بينهم شقيق الطفل المتوفى السجين السياسي الصحراوي السابق الزبير الكارحي إضافة الى المحفوظ لغظف والداودي احمد والسالك فيلالي وعبد الرحمان حميد. وقالت وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات الصحراوية بأن الضحايا تمت مطاردتهم من طرف الجيش المغربي منذ خروجهم من العيونالمحتلة حتى توقفت سيارتهم بفعل الرصاص على بعد 2 كلم من مخيم ''اكديم ازيك''. وأكدت بأن المدينة تشهد حصارا خانقا وخاصة المستشفى منعت عائلات الضحايا الدخول إليه في وقت فرض على المخيم حصار مشدد، منع المواطنون من دخوله إلا من بوابة وحيدة التي تبقى شريان الحياة وسط وصول تعزيزات أمنية مغربية مكثفة من مختلف المدن المغربية. وأمام تصاعد حدة القمع الممارس ضد النازحين الصحراويين جددت جبهة البوليزاريو مطالبة المجتمع الدولي التدخل العاجل من اجل إنقاذ ''عشرات الآلاف من الأرواح البشرية الصحراوية البريئة ''في مخيمات معزولة قرب مدينة العيون منذ بداية الشهر الجاري احتجاجا على السياسة الاستعمارية القائمة وتعبيرا عن رفضهم للاحتلال المغربي لأرضهم. أعربت البوليزاريو عن مخاوفها من وقوع ''كارثة إنسانية وشيكة جراء عملية الحصار المشدد وتضييق الخناق على مخيمات النازحين ''حيث تحول القوات المغربية دون وصول الماء والغذاء والدواء والكساء إلى عشرات الآلاف من النساء والأطفال والمرضى المقيمين في العراء في ظروف غاية في الصعوبة''. وجددت ''إدانتها لممارسات سلطات الاحتلال المغربي التي تقوم بمحاصرة ما لا يقل عن 15 ألف صحراوي في مخيمات في العراء لمجرد احتجاجهم بطرق سلمية وحضارية على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من طرف الدولة المغربية ورفضهم للاحتلال المغربي اللاشرعي لبلادهم ولسياساته الاستعمارية والعمل مع استمرار عمليات الاستيطان المكثف والسرقة والنهب الجشع للثروات الطبيعية الصحراوية''. كما أدانت القيادة الصحراوية تدخل مختلف تشكيلات قوات القمع المغربية ضد المواطنين الصحراويين ''الذين ما فتئوا يحاولون نقل ما توفر من المواد التموينية والدواء إلى إخوانهم النازحين''. كما أدانت ''عمليات الحفر والمراقبة والمتابعة والدوريات البرية والطلعات الجوية بالطائرات العمودية والطائرات بدون طيار وما خلفه كل ذلك من ضحايا وإصابات خطيرة وأضرار مادية ومعنوية وضغط نفسي رهيب وأجواء للرعب والخوف في صفوف الأبرياء العزل''. وفي الوقت الذي يتواصل فيه نزوح الصحراويين الرافضين للاحتلال المغربي جددت الأرجنتين دعمها لحل ''عادل ودائم'' في الصحراء الغربية في إطار اللوائح الأممية المتعلقة بتسوية القضية الصحراوية. وجاء في بيان نشر في الموقع الرسمي لوزارة العلاقات الخارجية والتجارة الدولية والديانة الأرجنتينية أنه ''فيما يخص الوضع في الصحراء الغربية فإن الأرجنتين جددت موقفها الثابت من اجل حل عادل ودائم في إطار المفاوضات ولوائح الأممالمتحدة ذات الصلة''. وقد تم إصدار هذا البيان إثر الزيارة التي قام بها نائب وزير العلاقات الخارجية والتجارة الدولية والديانة البيرطو بيدرو دالوطو إلى المغرب وانعقاد الاجتماع الثالث المغربي-الأرجنتيني للتشاور السياسي.