تفاعل الجمهور القسنطيني وعشاق الموسيقى الأندلسية في السهرة الرابعة من سهرات النغم والطرب والفن الأصيل المتواصلة بركح المسرح الجهوي في ليال وصفت بليالي الأنس التي يسهر على إحيائها فنانون كبار من داخل وخارج الوطن، بعد أن أبحروا بعشاق موسيقى المالوف في أعماق الأوتار والنغمات وسافروا بهم إلى الطرب العربي القديم. فقد تفننت فرقة مقام القسنطينية بقيادة رئيس الجوق حمزة بن حبيب في أدائها المميز لكل طبوع المالوف القسنطيني الذي يتميز بإيقاعه الجذاب وموسيقاه المتجذرة في التراث، حيث تألقت الفرقة التي غنت وأدت العديد من المعزوفات الرائعة من الأغاني الأندلسية القسنطينية التي تفاعل معها عشاق هذا الفن والتي كانت بدايتها باشراف رقراقي لتليه نوبة المزموم والختام بزجل الورد وعطر قبل أن تتعالى زغاريد النسوة مدوية في قاعة المسرح. وقد رفض الجمهور الذي غصت به مدرجات المسرح، الاستراحة وفضل الاستمتاع والتواصل مع الفرقة الموسيقية المغربية ''روافد'' التي تشارك فيها الفنانة الاسبانية ''بيوفينا اوليفيد'' التي أطربت القسنطينيين على الرغم من أن جل أغانيها باللهجة الإسبانية، فصفق لها وتفاعل معها كثيرا، فقد داعبت الفنانة الاسبانية أحاسيس الحضور بغوصها في الموروث الثقافي المشترك مشكلة مع الفنان المغربي عمر متيوي أجمل ديو من خلال قصيدتهما ''استغفر الله يامليح''، زيادة على تقديمهما لمقاطع موسيقية تعرف باسم الخرجة من خلال مزج وتقاطع الموسيقى الأندلسية المغاربية والموسيقى الغربية التي جالت فرنسا واسبانيا كقصيدة ''دخلت في قلبي هواك''.