تشهد هذه الأيام معظم أسواق الجزائر العاصمة ارتفاعا فاحشا في أسعار الخضر وهذا قبل أيام معدودات من حلول عيد الأضحى المبارك، ويأتي هذا الارتفاع بعد أن عرفت معظم أسواق الوطن استقرارا نسبيا في الأسعار بعد شهر رمضان، لتعود إلى ما كانت عليه في السابق غير أن هذه المرة ليست كسابقتها، كون أسعار الخضر هذه الأيام تتراوح ما بين 45 دج إلى 160 دج، فمهما تعددت الأسباب وتبادلت التهم بين الفلاح وبائعي الجملة والتجزئة يبقى المواطن الضحية الأولى لهذا الالتهاب خاصة إذا علمنا أن ثمن البيضة الواحدة بلغ 12 دج وأكثر. وفي جولة استطلاعية قادتنا إلى إحدى أسواق العاصمة وبالضبط إلى سوق ''كلوزال'' قصد الوقوف على أسعار الخضر، شد انتباهنا الارتفاع الواضح والجنوني لأسعار هذه الأخيرة، خاصة على تلك الأكثر طلبا أيام عيد الأضحى، مع عزوف المواطنين على شرائها، إذ كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر بالضبط، غير أن جل الذين كانوا متواجدين على مستوى السوق عادوا خاليي الوفاض. وفي هذا الإطار فقد بلغ سعر الطماطم 100 دج للكلغ الواحد، في حين بلغ سعر الخس 70 دج ولا شيء من الخضر ينافس هذه الأيام كل من ''الجلبانة'' و ''الفول'' و'' الفلفل الحلو''، إذ بلغ سعرهم أمس 140 دج، 100 و 160 دج على التوالي، والشيء نفسه عن البطاطا التي كانت مستقرة في غضون هذا الشهر ما بين 20 دج إلى 25 دج للكيلوغرام الواحد لتقفز هي الأخرى إلى 45 دج و50 دج بحر هذا الأسبوع. بحث في فائدة القدرة الشرائية وعند محاولتنا معرفة آراء المواطنين حول هذا الارتفاع الفاحش التي تشهده الخضر هذه الأيام، أكد لنا أحد المتجولين في السوق ''أنا هنا بصدد التجول ليس بغرض الشراء فالقدرة الشرائية لا تسمح لي أن اقتني ولو ثلاثة أنواع من الخضر بمعدل كيلوغرام من كل نوع، خاصة وأنا رب لعائلة تضم خمسة أفراد ومدخولي محدود جدا، فالدخول الاجتماعي قضى علينا هذا العام، ليليه رمضان الذي يعتبره العديد من الباعة وسيلة للربح، بعدها عيد الأضحى لترتفع الخضر مرة أخرى''، وأضاف محدثنا في الأخير ''أن الكل أصبح يعاني والطبقة المتوسطة لا توجد''. ونفس الانطباع سجلناه على لسان بعض مرتادي السوق، إذ أكدت لنا إحدى النسوة '' لم أجد ما أقتنيه، فالأسعار ملتهبة، فرغم تعودنا على ذلك في أيام المناسبات غير أن هذه المرة ليست كالسابق، فمن غير المعقول أن تصل الطماطم إلى 120 دج وهي مرشحة للارتفاع مع اقتراب عيد الأضحى''. وفي ظل هذا الارتفاع الفاحش في أسعار الخضر، أكد لنا أحد الباعة بذات السوق أن ارتفاع أسعار الخضر التي هي في غير موسمها أمر عادي، كالطماطم والفلفل الحلو، نافيا أن يكون هذا الارتفاع راجع إلى اقتراب موعد عيد الأضحى، ولو أن الارتفاع الحقيقي لم يحن أوانه بعد حسبه، وأن الأسعار مستقرة فمثلا الكوسة ''القرعة'' بلغ ثمنها في سوق الجملة 38 دج وأما في التجزئة فب 50دج، مضيفا ''إننا نبيع وفق سوق الجملة، فالارتفاع هناك يعني بالضرورة الارتفاع عندنا وهذه النقطة التي لم يهضمها المواطن، مرجعا هذا الارتفاع إلى قلة الرقابة أو غيابها.