أكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية موقفها الرافض لدفع فدية للجماعات الإرهابية مقابل اطلاق سراح الرهائن المختطفين في منطقة الساحل، حيث عبرت عن تطابق وجهة نظرها مع موقف الحكومة الجزائرية التي كانت السباقة لهذا الموقف والتي طالبت بتجريم دفع الفدية باعتبارها تشجيعا للعمليات الإرهابية وتمويلا لنشاط الجماعات المسلحة، حيث عملت الجزائر على تحسيس المجموعة الدولية بضرورة الالتفاف حول هذا الموقف. وتأكيدا على أهمية تبني هذه الرؤية، فقد أفاد نائب المساعد الرئيسي لكاتب الدفاع لشؤون الأمن الدولي الأمريكي السيد جوزيف ماك ميلن أنه لا يجب تقديم أي تنازل للجماعات الإرهابية في مجال دفع الفدية. مؤكدا أن الحكومة الأمريكية لها ''موقف واضح'' بخصوص تجريم هذا الدفع. واعتبر المسؤول الأمريكي في ندوة صحفية عقدها بمقر سفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر يوم الأربعاء الماضي، أن الأمر يتعلق اليوم بمواجهة التحدي المتمثل في جعل المجموعة الدولية توافق على هذا الطرح مثلما اقترحته الجزائر. وأضاف المتحدث أنه سيتم التطرق لهذه المسألة قريبا من طرف سفير الولاياتالمتحدةبالجزائر مع السلطات الجزائرية وسفير الجزائر بواشنطن مع كتابة الدولة الأمريكية. وأشار السيد ماك ميلن أن دفع الفدية ''مبادرة غير مجدية'' وتستخدم هذه العملية لتمويل الجماعات الإرهابية. مشيرا إلى انه أجرى محادثات جيدة مع المسؤولين الجزائريين مؤكدا أن موقف الجزائر جد واضح في هذا المجال. وفي رده على سؤال حول التدخل الأجنبي في منطقة الساحل، أوضح السيد ماك ميلن أن مسألة الإرهاب يجب أن تعالج من قبل الدول المعنية مباشرة بذلك. وبعد التذكير بانضمام بلاده إلى استراتيجية شاملة وعالمية لمكافحة الإرهاب، أكد المسؤول الأمريكي أن الحلول يجب أن يكون طابعها محليا. حيث أشار إلى أن الحلول المطبقة في أفغانستان لا يمكن أن تطبق بالضرورة على بلد من منطقة الساحل مثل مالي. كما اعتبر أن استخدام القوة من طرف قوات أجنبية يجب أن يتم كأقصى بديل يُلجأ إليه. ومن جهة أخرى، أكد المسؤول الأمريكي أن الولاياتالمتحدة تقدر حق التقدير المبادرة الجد هامة للحكومة الجزائرية لعقد اجتماع لدول الساحل من اجل مكافحة هذه الظاهرة داعيا إياها إلى تكثيف جهودها. ومن جهة أخرى، ابرز السيد ماك ميلن العلاقة القائمة بين تهريب المخدرات والإرهاب بمنطقة الساحل على غرار مناطق أخرى من العالم، داعيا إلى وضع استراتيجية مشتركة للتصدي لهذه الآفات لأنه لا يمكن للمنطقة أن تتطلع للتنمية الاقتصادية في غياب الأمن. وفي رده على سؤال حول ''أفريكوم'' أكد السيد ماك ميلن أن مقرها سيبقى بألمانيا وليس هناك ''أي نية'' في تحويله، مشيرا إلى أن أعضاء من الحكومة الأمريكية يؤيدون فكرة نقل مقر أفريكوم إلى الولاياتالمتحدة. وبخصوص الوضع بالصحراء الغربية، قال السيد ماك ميلن أنه كان ينبغي تسوية هذه المسألة منذ مدة، مذكرا بأن الولاياتالمتحدة تدعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة بالصحراء الغربية. وفي تطرقه إلى العلاقات الثنائية بين الجزائروالولاياتالمتحدة أكد أن المحادثات المثمرة التي أجراها مع مسؤولين جزائريين تناولت إمكانية وكيفية اقتناء تجهيزات ونقل التكنولوجيا لصالح الجيش الجزائري، وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الدفاع دائما أعلن عن برمجة تمارين عسكرية في غضون السنتين المقبلتين. كما دارت هذه المحادثات حول التعاون الاستراتيجي المتعلق بالتهديد الإرهابي بمنطقة الساحل.