رافع مصدر مسؤول من وزارة الخارجية البريطانية عن الوضع الأمني في الجزائر، واعتبر أنه لا وجود لمبرر يضع الجزائر ضمن قائمة الدول الخطيرة، واستدل المصدر بأن بريطانيا التي وضعت قائمة للدول الخطيرة لم تدرج الجزائر ضمنها، لأن الوضع الأمني فيها تحسن كثيرا، وذلك رغم التحديث المستمر لهذه القائمة بعد تقييم الوضع الأمني والأخطار، مؤكدا أن الجزائر خاضت لوحدها حربا ضروسا ضد الإرهاب. وتفادى المصدر البريطاني، في تصريحات لصحيفة “القدس العربي” أمس، التعليق على قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا بإدراج الجزائر ضمن قائمة الدول الخطيرة التي يخضع رعاياها للتفتيش الدقيق في المطارات، وذلك من باب اعتبار أن للدولتين أو لأي دولة أخرى الحق في اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة من أجل حماية مواطنيها وأمنها، ولكنه بالمقابل رافع عن الجزائر استنادا لخبرتها وجهودها في مكافحة الإرهاب، بالقول “لا أعتقد أن الجزائر من الدول المصدرة للإرهاب”. وأضاف المسؤول بوزارة الخارجية البريطانية أن الجزائر خاضت معركة مكافحة الإرهاب في التسعينات لوحدها، وهي الآن من الدول الرائدة في هذا المجال، والتي تتمتع بخبرة كبيرة استفادت منها بريطانيا ودول أخرى في إطار التنسيق الأمني. وفي سياق انشغال لندن الكبير بالوضع الأمني في منطقة الساحل الإفريقي والصحراء بسبب تصاعد النشاط الإرهابي وتعدد الاختطافات التي يتعرض لها السياح الأجانب من طرف الجماعات الإرهابية كأسلوب لابتزاز الدول والتحصل على أموال تكون سببا في ارتفاع آخر للعمليات الإرهابية، عبر ذات المصدر عن مساندة بريطانيا للجزائر في موقفها الرافض لدفع فدية للإرهابيين مقابل إطلاق سراح الرهائن، وهو ما جعلها تتعرض أحيانا للضغوط وانتقادات الرأي العام خاصة بعد قتل رعية بريطاني كان قد اختطف من طرف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وأضاف المتحدث أن بلده تجهل إن كانت الحكومات الأوروبية، مثل سويسرا وألمانيا قد دفعت أموالا لتحرير رعاياها من أيدي المختطفين، مؤكدا أنه رغم حادثة قتل الرعية البريطاني ما تزال بريطانيا متمسكة برفض التفاوض مع الإرهابيين ومنع رعاياها من السفر إلى منطقة الساحل تفاديا لتعرضهم لخطر الاختطاف. وتحدث المصدر عن زيارة الناطق العربي باسم الخارجية البريطانية، مارتن داي، للجزائر وعقده لقاءات مع مسؤولين سياسيين لمناقشة العلاقات الثنائية بين الجزائر والمملكة.