أكد السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية موقف الجزائر الرافض لإقدام بعض الدول الأوروبية على دفع فدية مقابل تحرير رهائنها المختطفين من قبل ما يعرف بتنظيم القاعدة في منطقة الساحل باعتبار أن تقديم هذه الفدية يعتبر تمويلا لنشاطات هذه الجماعات المسلحة. داعيا إلى تطبيق توصية الأممالمتحدة الرامية إلى تجريم ذلك. وأفاد السيد مساهل أن الجزائر تحادثت مطولا مع إسبانيا بخصوص هذا الموضوع لتطبيق التوصية رقم 04- 19 التي أصدرها مجلس الأمن والتي تجرم وتمنع دفع هذه الفدية لمحاربة ظاهرة الإرهاب التي لا تزال مستمرة بفضل وجود مصادر التمويل إما من أموال الفدية أو من خلال الجريمة المنظمة بمختلف أنواعها. ودعا السيد مساهل إلى ضرورة تجسيد هذه التوصية بصرامة في أرض الواقع قائلا ''لابد من تجريم تقديم الفدية، والأمر يخص الجميع''. وفي ندوة صحفية عقدها الوزير رفقة كاتب الدولة الإسباني المكلف بشؤون أمريكا اللاتينية السيد خوان بابلو دي لا يغليسيا على هامش المحادثات التي جمعتهما في إطار الزيارة التي قادت هذا الأخير للجزائر أول أمس ذكر السيد مساهل بموقف الجزائر الرافض لدفع هذه الفدية موضحا أن ذلك يشجع عمل الجماعات الإرهابية، حيث تعمل الجزائر في الإطار الإفريقي والإقليمي لمكافحة هذه الظاهرة وتدين بشدة كل ما له علاقة بتمويل الإرهاب. وهي المناسبة التي عبر من خلالها المسؤول عن أمل الجزائر في أن تحذو إسبانيا حذو باقي الدول كالولايات المتحدةالأمريكية وغيرها وتتوقف عن دفع هذه الفدية. من جهته أفاد السيد خوان بابلو دي لايغليسيا أن إسبانيا ليست ضد موقف الجزائر الرافض لدفع الفدية للجماعات الإرهابية عند اختطاف الرهائن واحتجازهم قصد إطلاق سراحهم، وهي ترفض ذلك، إذ تعمل جاهدة لإيجاد حل سريع وناجع لهذه المسألة كون إسبانيا عانت وتضررت كثيرا من الأعمال الإرهابية. كما أكد المتحدث أن الحكومة الإسبانية تعرف جيدا ماذا يقصد بالإرهاب وكيف يمكن محاربته، حيث سطرت استراتيجية لمحاربته. لذا يجب تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في إطار الحوار والتشاور الدائم كون الإرهاب لم يعد مشكلا وطنيا يخص دولة بعينها. ويأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه تقارير أن إسبانيا احتلت المرتبة الأولى في دفع الفدية للجماعات المسلحة لتحرير رهائنها المختطفين من طرف تنظيم القاعدة، حيث ''دفعت ما قيمته 6,3 مليون أورو خلال سنة .''2009 وشدد السيد مساهل على أهمية تضافر الجهود لمحاربة ظاهرة الإرهاب في منطقة الساحل، لأنه ليس قضية دولة واحدة فقط بل كل الدول معنية بذلك ولا بد للدول الإفريقية من تحمل المسؤولية في حماية الأجانب في منطقتها واتخاذ كل التدابير في توفير الأمن والدفاع ومحاربة الظاهرة من حجز للرهائن وتمويل نشاط الجماعات المسلحة بدفع الفدية، وذلك من خلال تقوية ميكانيزمات محاربتها من طرف كل البلدان حتى تلك التي لا تتوفر على إمكانيات كبيرة يمكنها المساهمة في ذلك ولو من خلال التزويد بالمعلومات واستعمال الوسائل التقنية والمادية وغيرها. وهي المناسبة التي أكد من خلالها الوزير عقد اجتماعين حول هذا الموضوع في الأيام القادمة. وفي هذا الصدد أعلن المتحدث عن عرض مجموعة من الاقتراحات على اللجنة العليا الرفيعة المستوى من أجل تحسين الحوار الدائم وتكوين خلية للتعاون بين الجزائروإسبانيا مستقبلا، وذلك بعد أن ناقش مع كاتب الدولة الإسباني كل المبادرات التي قامت بها الجزائر في مجال محاربة الإرهاب على المستوى الإفريقي وفي الأممالمتحدة. 15 ألف تأشيرة تمنحها إسبانيا للجزائر سنويا عبرت الجزائروإسبانيا عن ارتياحهما لحرية تنقل الأشخاص بين البلدين وكل ما يتعلق بالهجرة التي يتم التكفل بها في إطار محكم من خلال عقد اجتماعات موسمية بصفة دورية. ووصف السيد عبد القادر مساهل التعاون الثنائي في هذا المجال بالجيد. وأوضح أن إسبانيا تمنح ما يقارب 15 ألف تأشيرة للجزائريين في السنة وهو رقم قال عنه المسؤول بأنه يقترب من المعدل، مؤكدا وجود توازن في عمليات منح التأشيرات بين البلدين، مشيرا إلى وجود 50 ألف جزائري مقيم بصفة رسمية ودائمة بإسبانيا حاليا مع تسجيل مئات الحالات لرعايا جزائريين متواجدين بصفة غير شرعية هناك ولم تسو وضعيتهم بعد، إذ يعمل الطرفان الجزائري والاسباني حاليا على التكفل بحالتهم لإيجاد حل لهم في إطار تنظيمي. من جهته؛ أكد كاتب الدولة الاسباني أن البلدين يعملان بالتنسيق في كل ما يتعلق بالهجرة وتأطير العلاقات الخاصة بملف الهجرة والجالية من خلال اتفاقيات تعاون وعقد اجتماعات لوزارتي الداخلية في البلدين لتحسين هذه العلاقات وتعزيزها أكثر. 35 بالمائة من واردات إسبانيا من الغاز جزائرية أوضح كاتب الدولة الاسباني أن الجزائر تزود اسبانيا بما نسبته 35 بالمائة من مجموع وارداتها من الغاز، وهي نسبة قابلة للزيادة يعمل البلدان على توسيعها بعد استلام أنبوب الغاز الجديد ابتداء من السنة القادمة، مشيرا إلى أن الجزائر شريك هام لاسبانيا في المجال الطاقوي. وبلغ حجم المبادلات التجارية بين الجزائروإسبانيا 12 مليون دولار في سنة 2008 حسبما أكده السيد مساهل وأكثر من 5 ملايين أورو في سنة .2009 وقد حل كاتب الدولة الاسباني بالجزائر في زيارة عمل هي الأولى من نوعها منذ توليه هذا المنصب، حيث جمعته محادثات مع السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية تطرق فيها الطرفان الى تقوية التعاون الثنائي لمحاربة الإرهاب الدولي للوصول الى تعزيز التعاون الأمني في منطقة البحر الأبيض المتوسط منها ما تعلق بمجموعة ال 5+,5 واجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط وغيرها من القضايا الجهوية، بالإضافة الى ترقية الحوار السياسي والمؤسساتي وتعزيز التعاون الثنائي.