تميزت أيام عيد الأضحى المبارك بالعاصمة بأجواء مريحة وتغطية أمنية مميزة لمسها جميع العاصميين وبجميع الأماكن، حيث تم اعتماد مخطط أمني حازم يستند بالأساس على التعداد الأمني وكذا أعوان بالزي المدني الذين تم توزيعهم بشكل مدروس على نقاط حساسة وحيوية عبر الولاية علما أن هذا المخطط الخاص كان قد انطلق عشية العيد أي يوم الإثنين الماضي وهو تتمة لمخطط سبقه بنحو أسبوع خصص بشكل أساسي لتطهير العاصمة من الباعة الفوضويين وتجار الممنوعات. وأكدت، أمس، مصادر من أمن ولاية الجزائر ل''المساء'' أنه لم تسجل أية حوادث وذلك بفضل التغطية الأمنية الاستثنائية التي تم اعتمادها من قبل مديرية أمن ولاية الجزائر تحت قيادة المدير الأمني الجديد للولاية العميد الأول سرار محمد الذي عين ضمن حركة التغيير التي أجراها مؤخرا الجنرال الهامل المدير العام للأمن الوطني. وقد شهدت أهم النقاط والمساحات الحيوية خلال يومي العيد تغطية أمنية كبيرة استحسنها سكان العاصمة بشكل كبير،حيث لم يقض أعوان الشرطة عيدهم وسط أهاليهم بدليل تواجدهم المكثف إذ فاق عددهم ال17 ألف شرطي انتشروا بربوع الولاية خاصة على مستوى مواقف الحافلات، محطات نقل المسافرين، محطات السكة الحديدية، المقابر، الأضرحة والمساجد التي شهدت تعزيزات أمنية، عكست يقظة رجال الشرطة وسهرهم على ضمان راحة المواطنين خاصة أيام العيد. وقد أعطيت إشارة العمل بالمخطط الأمني الخاص بالعيد عشية العيد أي يوم الإثنين الماضي، حيث كانت الانطلاقة من الأسواق الشعبية والمذابح العاصمية بتكثيف تواجد دوريات أعوان الشرطة القضائية والأعوان بالزي المدني الذين تغلغلوا بداخل الأسواق والمذابح التي عرفت تدفق مئات المواطنين لاقتناء اللحم ولواحق الخروف وغيرها، الأمر الذي سبب اكتظاظا كبيرا وفوضى وسط المواطنين وهي الوضعية التي استمرت إلى غاية اليوم الأول من عيد الأضحى. وبجوار المقابر والأضرحة شوهد تواجد مكثف لدوريات الشرطة التي أقامت حواجز ثابتة ومتحركة بهذه النقاط، وحسب مصدر أمني فقد تم تزويد أعوان الشرطة بمعدات لكشف وتحسّس المواد المتفجرة في خطوة للحيلولة دون استغلال هذه الأماكن من قبل الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى تسجيل حضورها الذي يهدد سلامة وراحة المواطن واستغلال مثل هذه المناسبات الممتدة إلى أيام طويلة، علما أن بقايا الإرهاب لم تتمكن ولله الحمد من دخول العاصمة ولا القيام بأية عملية إرهابية منذ شهور طويلة حسب إضافة نفس المصدر. وقد سبق هذا الإجراء عمليات مداهمة موسعة مست بعض الأحياء والمجمعات السكنية بالإضافة إلى حملة واسعة انطلقت السبت الماضي لتطهير العاصمة من الباعة الفوضويين لاسيما باعة المواشي والخضر المنتشرين عبر الطرق، بحيث تم حجز عدد هام من الخراف وباقي المواد الغذائية من خضر وفواكه.. كما أن عمليات تفتيش الباعة لم تستثن أصحاب التراخيص القادمين من خارج الولاية والذين خضعوا لعمليات تفتيش ومراقبة. ولم يغب التدعيم الجوي خلال أيام العيد وما قبلها، حيث أضحت المروحيات التابعة للأمن الوطني إحدى الركائز والأولويات التي يتم الاستعانة بها لتسهيل حركة المرور وتحديد النقاط السوداء على مستوى الطرق السريعة والفرعية التي تعمل على امتداد 24 ساعة.