كثيرة هي القضايا التي تمكنت مصالح الأمن من معالجتها في ظرف وجيز، والفضل كل الفضل يعود إلى الجاني نفسه الذي سهل لأعوان الأمن القبض عليه دون عناء أو صعوبة في البحث! فرغم روح الشر الساكنة في نفسه والتي انعكست عليه عند ارتكابه جريمته، فإن طابع الغباء والسذاجة الذي تحلى به أثناء تلك الفترة أسقطته في فخ العدالة ليجد نفسه وراء القضبان لهفوة بسيطة لم يقدر ثمن عواقبها... حافظة أوراقه تكشف عن جرمه بتاريخ 29 أفريل المنصرم كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة زوالا، عندما تلقت مصالح الأمن معلومات مفادها اكتشاف جثة من جنس ذكر مرمية على مستوى شاطئ ''الصابلات''، لتنتقل عناصر الشرطة المكلفة بالتحقيق في القضية الى عين المكان، حيث تمت معاينة الجثة التي كانت ممدة على الشاطئ ملقاة على ظهرها وهي مجردة من كامل ملابسها وتحمل خدوشا على كامل الجسد، وتم احضار الطبيب الشرعي الذي أكد أن الوفاة كانت نتيجة لعنف جسدي، مؤكدا أنها بفعل فاعل، لتنقل الجثة بعدها الى مصلحة حفظ الجثث بالعالية وتباشر السلطات الأمنية تحقيقاتها الميدانية في ظل غياب قرائن تحدد هوية الجاني، بالإضافة إلى عدم وجود أي شاهد عيان عن الجريمة، أو تلقيه أي بلاغ حول فقدان شخص يحمل مواصفات الضحية، غير أن المحققين ما إن باشروا تحقيقاتهم الميدانية عثروا على حافظة أوراق مرمية بين الصخور بالقرب من مسرح الجريمة، ووجدوا بداخلها كامل الوثائق الشخصية للجاني، ليتوصلوا الى تحديد هويته من ظرف وجيز، ويتعلق الأمر بالمدعو ''ب. ك'' 25 سنة الذي لم ينتبه من شدة ارتباكه إلى أن حافظة أوراقه سقطت منه، بالرغم من محاولته انكار الجريمة التي اقترفها، غير أن الصدمة جعلته يتسمر في مكانه عندما واجهه محققو الشرطة بكامل أوراقه الشخصية التي ضبطت بمسرح الجريمة، وأمام ذلك لم يكن لديه من حل آخر سوى الاعتراف بالجريمة. الحسناء الهاربة خذلتها سذاجتها رغم صغر سن المدعوة ''س. و'' التي لا تتجاوز العشرين، إلا أن سجلها الإجرامي كان حافلا بالجنح المرتكبة، فهي متورطة سابقة في قضايا تشجيع قصر على الفسق والدعارة، بالإضافة إلى قيامها بسرقة ضحاياها بعد استدراجهم بمساعدة شريكيها في أعمال السطو والاعتداء، ولكن رغم حنكتها الإجرامية إلا أن سذاجتها في آخر عملية لها جعلتها تدفع الثمن غاليا، ليلقى عليها القبض بسهولة تامة. آخر فريسة لهذه الفتاة كانت الضحية ''ه. ب''، فبعد أن تجولت معه اتفقا على موعد في نفس اليوم ليلا، في تلك الأثناء اتفقت هي وشريكها على كيفية سير العملية، وعندما حل موعد اللقاء اقتادته الى مكان معزول بشاطئ ''لا فونتان'' ببلدية عين البنيان وبمجرد وصولهما ولت الفتاة هاربة تاركة خلفها الضحية بين يدي شريكها ليعتدي عليه ويسرق ماله، وتحت هاجس الخوف والهلع الذي انتاب الضحية سلم له كل ما يملك، إضافة الى هاتفه النقال. وحسب الأوصاف المقدمة من الضحية تم تحديد هوية الفاعل، غير أن مصالح الأمن لم تتمكن من العثور على الفتاة، إلا أن الحسناء الهاربة خذلتها سذاجتها وتوجهت نحو جلادها بنفسها، فيوم محاكمة رفيق دربها توجهت الى المحكمة لحضور الجلسة غير آبهة بمصالح الأمن التي كانت تبحث عنها تتم إلقاء القبض عليها. قصة شعره تدخله السجن بتاريخ 7 أوت من العام المنصرم في منتصف الليل، تنقلت عناصر الأمن الى أحد المنازل ببرج الكيفان تعرض للسرقة، لتجد صاحب البيت الذي أدلى بشهادته.. مؤكدا أنه غادر مقر سكنه رفقة زوجته وابنته متوجهين الى حفل زفاف أحد الأقارب، وعند منتصف الليل قرر العودة إلى المنزل رفقة شقيقه، وفي تلك الأثناء أشار إليه أحد جيرانه إلى شكوكه في وجود شخص بسطح بيته، فهرول مسرعا الى السطح ليتفاجأ عند صعوده الى الطابق الأول بشخص يتلقفه من الأمام وآخر يمسكه فيه من الخلف، واضعا له السكين في رقبته مهددا بقتله إن تحرك أو استغاث، غير أن صاحب المنزل أكل للمحققين أنه تمكن من التعرف على احدهما والذي كان طويل القامة، فرغم أنه كان يرتدي طاقية لإخفاء وجهه إلا أنه تمكن من رؤية شعره، خاصة أنه ذو شعر طويل أسود لم تتمكن طاقيته من إخفائه، هذا الأمر سهل مهمة رجال الأمن الذين قبضوا عليه في ظرف وجيز، والسبب يعود إلى أن صاحب الشعر الطويل كان معروفا في المنطقة ولا يقطن بعيدا عن منزل الضحية فما كان على مصالح الأمن إلا التوجه مباشرة إلى منزله. يقدم الجاني على طبق من ذهب تقدم المتهم ''ر. ك'' يوم 9 أفريل المنصرم الى محل الضحية الخاص ببيع المجوهرات الكائن بالحمامات، بحجة شراء قرطين من الذهب، حاملا معه سكينا من الحجم الكبير وقفازين لاستعمالهما في سرقة المجوهرات، وأثناء تسليمه المبلغ الأول قام الضحية بالبحث عن الحلقتين الذهبيتين فاستغل الجاني فرصة انشغال البائع وقام بإشهار سكينه في وجهه آمرا اياه بعدم التحرك حتى يتمكن من أخذ بعض المجوهرات والانسحاب بعدها، غير أن الجاني خانته ثقته الزائدة في أن يتمكن من تهديد صاحب المحل الذي يتمتع ببنية قوية، هذا الأخير هجم عليه بسرعة خاطفة وانتزع منه السكين بسهولة ثم امسك بقضيب حديدي بعد أن ألقاه أرضا حتى يحكم السيطرة عليه، كما قام بتشغيل جهاز الإنذار ليغلق باب المحل أوتوماتيكيا على الجاني الذي لم يتمكن من التحكم في زمام الأمور، ثم قام بالاتصال بالشرطة ليقدم لهم الجاني على طبق من ذهب، مصالح الأمن هذه المرة لم تتكبد عناء البحث فالضحية قدم لهم الجاني مكبلا!