أدانت منظمات وممثلو المجتمع المدني وبرلمانيون جزائريون، أمس، الصمت العربي إزاء المجزرة التي اقترفتها آلة الدمار الاسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وراح ضحيتها أزيد من 138 شهيدا معظمهم رضع وأطفال ونساء·جاء ذلك خلال الوقفة التضامنية التي نظمتها، أمس، جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين بمقر يومية المجاهد بالعاصمة وحضرها العديد من الشخصيات السياسية والوطنية الى جانب السفير الفلسطينيبالجزائر· وكانت الوقفة مناسبة للمتدخلين للتركيز على موقف الجزائر المميز الذي يمكن أن يكون طوق نجاة للفلسطينيين بما فيها انهاء الأزمة الداخلية بين حركتي فتح وحماس· وفي هذا السياق؛ دعا السيد عبد الحميد مهري الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني الجزائر الى اتخاذ موقف منفرد ولعب دورها لإنهاء مأساة الفلسطينيين بعيدا عن العمل العربي المشترك الذي ينحصر عادة في التنديد والاستنكار·واقترح بالمناسبة احتضان الجزائر للقاء أخوي يجمع الفرقاء الفلسطينيين يتم خلاله مناقشة التجربة الثورية الجزائرية للاستفادة منها في هذا الظرف العصيب الذي تمر به القضية الفلسطينية· وهي الدعوة التي لاقت ترحيب السفير الفلسطينيبالجزائر أحمد عبد الرازق السلمان، الذي قال إن الجزائر عودتنا دائما على الوقوف إلى جانب قضيتنا ونحن نشد الرحال الى الجزائر في كل مرة يضيق فيها حالنا· وشكك المتدخلون في إمكانية توحيد الصف العربي من أجل نصرة الشعب الفلسطيني من منطلق أن الموقف العربي الرسمي تعود على إصدار بيانات التنديد والاستنكار دون التحرك الفعلي والجاد لوقف العنجهية الاسرائلية التي داست على كل القيم والمبادئ الانسانية وأنكرت كل الاتفاقيات واللوائح الأممية المقرة لحق الشعوب المستعمرة في الحرية والاستقلال· وقال ممثل مجلس الأمة عبد الله بوسنان إن الدول العربية التي تجتمع في كل مرة وعقدت عدة قمم لم تقدم أي شيء للشعب الفلسطيني ولم تتمكن من انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعربي الاسرائيلي في عمومه وهو الموقف الذي عبر عنه باقي المتدخلين، الذين أجمعوا على أن المنطق الذي تفهمه اسرائيل هو منطق القوة وليس منطق الديبلوماسية ولغة السلام، وأن ما يؤخذ بالقوة لا يسترجع الا بالقوة· ولكنهم بالمقابل ألحوا على ضرورة توحيد الصف العربي والفلسطيني ودعوا الفصائل والأحزاب السياسية الفلسطينية إلى ترك خلافاتهم خدمة للقضية الرئيسية وتبني حوارا جادا من أجل الوحدة الوطنية التي تشكل السبيل الوحيدة لمقاومة المحتل وتحقيق الهدف المنشود في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف· واعتبر السفير الفلسطيني أن الفلسطينيين يتحملون مسؤولية التمزق الذي يشهده البيت الداخلي الفلسطيني وأن الدم الفلسطيني يستحق أن ينسي الفلسطينيين خلافاتهم ويدفعهم للوحدة لمواجهة العنجهية الاسرائيلية·وأبدى استياءه لعدم حدوث أي تحرك بهذا الاتجاه وقال إن الموقف يتطلب تحركا سريعا من أجل الوحدة ومن أجل مواصلة المسيرة النضالية حتى يرفع العلم الفلسطيني في القدس الشريف· الموقف نفسه عبر عنه حميد سي عفيف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني والذي ألقى كلمة باسم البرلمانيين الجزائريين الذين أكدوا في البيان الإستنكاري الذي صدر عن المجلس على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي موحد وصارم للتوصل، أولا إلى توحيد الشعب الفلسطيني ثم الكيفية التي تسمح لهذا الشعب من العيش بعزة وكرامة في أرض تشمل كل الأراضي الفلسطينية المحتلة· يذكر أن اللقاء شارك فيه العديد من ممثلي المجتمع المدني والمنظمات ومنهم قائد الكشافة الإسلامية نور الدين بن براهم والأمين العام لمجلس شورى اتحاد المغرب العربي سعيد مقدم·