قلل وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بو عبد الله غلام الله من حجم المشاكل التي عرفها موسم الحج للعام الجاري واعتبرها موضوعية متصلة بالأساس بالطابع التنظيمي وبالتطورات المناخية بالبقاع المقدسة. وذكر السيد غلام الله أمس ان المشاكل التي اعترضت الحجاج الجزائريينبمكة والمدينة ومطار جدة ليست بالحجم المروج لها من طرف بعض وسائل الإعلام وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله، أمس أن المشاكل التي وقعت خلال موسم الحج 2010 كانت ذات طابع تنظيمي وبسبب نقص المساحة وحدّة تساقط الأمطار خاصة في منى. وقدم الوزير في حديث إذاعي أمس تفاصيل المشاكل التي تمت إثارتها من قبل الحجاج وتناقلتها بعض وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، مشيرا الى ان كافة الصعوبات التي لقيها الحجاج كانت من عرفة نحو مزدلفة ثم منى وأرجعها كلها الى ضيق المساحة وضرورة احترام توقيت معين لتنظيم الرحلة عبر حافلات أعدها 12 مكتبا تابعا للبعثة الجزائرية في مكة. وأضاف ان مكتبا واحدا فقط للبعثة عرف تأخر وصول الحافلات التي تنقل الحجاج الى منى وان ما زاد من المشاكل هو عدم تحلي الحجاج بالصبر واستعجالهم بالوصول الى منى وتحدث السيد بو عبد الله عن صعوبات نقل الحجاج من عرفة الى منى والتي يواجهها كل الحجاج وذلك راجع الى ضيق المكان. وأضاف في هذا السياق ان المشاكل التي يواجهها الحجاج في منى متعلقة أكثر بالمبيت بسبب ضيق الخيم المخصصة لهم وتعهد بمراجعة هذا الأمر في المواسم القادمة وذلك عبر اطلاق مفاوضات مع الطرف السعودي قصد تأجير خيم أوسع وتخصيص مساحة اكبر للبعثة الجزائرية. ورغم هذه التوضيحات إلا ان الوزير شدد بتأكيده أن أداء فريضة الحج ''ليست رحلة سياحية ولكن رحلة متعبة ونوع من الجهاد يتطلب جهدا جسديا ومعنويا''، مشيرا في هذا السياق الى ان المتاعب التي يتلقاها الحجاج راجعة في الأصل الى كبر سنهم، حيث اغلبهم يتجاوز 60 عاما. وخلص للقول ان موسم الحج للسنة الجارية جرى في ''ظروف جيدة''، معلنا أن لجنة متابعة ومراقبة الحج ستقدم تقريرها التقييمي قريبا. وحول ظاهرة تزوير بعض الحجاج لدفاترهم الصحية قصد اداء مناسك الحج، لم يبد الوزير استغرابا لهذه الحالات التي كشفت عنها وزارة الصحة فيما سبق واعتبر عددها قليل جدا، غير انه استغرب لكون البعض يؤدون أكثر من مرة مناسك الحج وهو ما يمنع من لم يسبق له ان أدى فريضة الحج من القيام بذلك. وتحدث في هذا السياق عن غياب الثقافة الدينية لدى الحجاج الجزائريين والتي قال انه يجب العمل في هذا السياق للتحسيس بحقيقة اداء الركن الخامس للإسلام. ومن جهة أخرى قلل الوزير من ظاهرة بيع جوازات سفر لأداء فريضة الحج، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق سوى ''بحالات قليلة''. وحول تقديم الخدمات للحجاج الجزائريين من طرف وكالتي الديوان الوطني للسياحة والنادي السياحي الجزائري، ذكر السيد غلام الله أن كل واحدة من الوكالتين تكفلت ب7000 حاج، وأضاف أن هذا العدد يتجاوز بكثير طاقتهما، مؤكدا أن هذا النقص سيتم استدراكه خلال المواسم المقبلة. وفي سؤال يتعلق بصندوق الزكاة أكد الوزير أن توقعات هذا الصندوق التي ستجمع سنة 2010 من المفروض أن تصل إلى مليار دينار. وفي هذا السياق أكد أن أموال الزكاة التي تجمع توزع بالمساواة على العائلات المعوزة وفي شكل قروض تمنح للشباب البطالين الراغبين في إنشاء مؤسساتهم الخاصة. وأشار ضيف الإذاعة الوطنية إلى أن عدد المشاريع المحققة بفضل صندوق الزكاة ارتفع إلى 3000 عبر كامل التراب الوطني. ولدى تطرقه إلى تسيير المساجد قال الوزير ان الانشغال الحالي لوزارته يبقى تكوين الأئمة للرد على تطلعات شعب ''يطلب المزيد من الثقافة''، ويضاف الى ذلك مواصلة برنامج رسكلة وتكوين الأئمة سواء في الجزائر أو في الخارج حتى يتسنى الاستجابة لما يطلبه المصلون من الإمام. وأشار الوزير من جهة أخرى إلى ضرورة التحلي ''باليقظة'' أمام التيارات التي تحاول نشر أفكار متخلفة لعرقلة مسار التطور الثقافي للشعب الجزائري، في اشارة الى بعض التيارات الدينية التي تحاول من حين لآخر خلق بعض المشاكل العقائدية في بعض مناطق الوطن وغالبا ما تؤدي الى حدوث فتنة. وبخصوص بناء المساجد قال الوزير ''لا يمكننا منع السكان من فعل هذا'' و''لكن يجب أن يتم بناؤها في إطار منظم''. وكان الوزير يرد على سؤال يتعلق بحالات احتج فيها مواطنون على بناء مساجد في بعض مناطق من الوطن، كما حدث في ولاية تيزي وزو. وفي رده على سؤال حول ظاهرة اعتناق المسيحية في الجزائر قلل الوزير من الظاهرة وأوضح أن الأمر يتعلق بسلوك سياسي أكثر منه ديني. واتهم في هذا السياق بعض الأطراف الأجنبية دون ان يسميها بمحاولة خلق أقليات لتنفيذ مخططات مستقبلية قد تؤدي الى التدخل في الشأن الداخلي الجزائري.