دافع وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بو عبد الله غلام الله بالمجلس الشعبي الوطني عن التدابير التي اتخذتها الوزارة لتنظيم موسم الحج للعام الماضي، وحمّل جانبا من المسؤولية في النقائص المسجلة في العملية إلى الحجاج الذين يعتبرون أداء الفريضة "رحلة سياحية"، وأكد من جهة أخرى تعيين السيد بربرة الشيخ على رأس ديوان الحج المستحدث مؤخرا· تحولت جلسة طرح الأسئلة الشفوية ليوم الخميس الماضي بالمجلس الشعبي الوطني الى "مساءلة" لوزير الشؤون الدينية حيث تمحورت أربعة أسئلة طرحها نواب الغرفة السفلى على السيد غلام الله حول "التقصير" الذي ميز موسم الحج الماضي خلال أدائهم لهذه الفريضة، وعددوا نقائص قالوا أنها "شوهت" من سمعة الحجاج الجزائريين وطالبوا المكلفين بتنظيم العملية الى تسخير جميع الإمكانيات لتدارك تلك الاخلالات· ولكن وزير الشؤون الدينية رفض تحمّل بعثة الحج مسؤولية بعض النقائص التي ميزت ذلك الموسم، وفي رده على ملاحظات نائب حركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني أكد فيها حدوث ملاسنات بين الحجاج والمؤطرين أمام مرأى ومسمع من أعضاء البعثات الأخرى مما اثر على سمعة البعثة الجزائرية، قال السيد غلام الله"إن الملاسنات لا تمثل نقصا في التنظيم ولكن ذلك يعتبر خللا يتحمله الحاج، كون أ ن هناك من يعتقد ان أداء فريضة الحج هو نزهة سياحية" وأضاف "لقد عامل أعضاء البعثة الحجاج بطريقة حسنة ولم يسيئوا الى احد منهم"· وفي سياق إبراز النائب ضرورة اعتذار الوزارة لما صدر من أعضاء بعثة الحج من سوء معاملة رد الوزير " الجهة الوحيدة التي نطالب منها الاعتذار هي فرنسا عن جرائمها الاستعمارية في الجزائر وليس وزارة الشؤون الدينية لأننا قمنا بعملنا على أحسن وجه"· ودافع بالأرقام عن حصيلة بعثة الحج في التكفل بالحجاج خاصة من الناحية الصحية وأكد أن الطاقم الطبي في البعثة الوطنية للحج قام باكثر من 33 فحصا، وانه تقرر ترحيل 16 منهم الى الجزائر قبل إتمام الفريضة بالنظر الى تدهور حالتهم الصحية· وعن مشكلة التيه التي عادة ما تثير ضجة بعد نهاية كل موسم حج نفى الوزير ان يكون أعضاء البعثة قد قصروا في توفير النقل للحجاج وأشار الى ان البعض يفضل عدم انتظار النقل المخصص مما يجعلهم عرضة للتيهان وقال ان البعثة أحصت 1614 حالة· وقلل الوزير كذلك من الانتقادات التي وجهها النواب بشأن أداء البعثة خاصة في مجال النقل والإيواء والإطعام مرجعا بعض التقصير الى سلوكات الحجاج وليس الى سوء التنظيم وأشار الى أن أداء البعثة "يسجل تحسنا من موسم لآخر"· وبخصوص المتاعب الصحية الناجمة عن التزاحم في أداء هذه الفريضة اعتبر السيد غلام الله ان الحج "عبادة بها مشقة" موضحا أن الاكتظاظ "عادة ما يكون في منى وأنه "لا يمكن التخلص من هذه الظاهرة التي يعاني منها كل الحجاج وليس الجزائريين فحسب إلا إذا تم توسيع هذه المرافق" · وبشأن ما ورد في سؤال أحد النواب حول "بقاء حجاج جزائريين في عرفات صبيحة يوم العيد" نفى الوزير ذلك وأكد أنه "لا يمكن لأي حاج أن يبقى في جبل عرفات يوم العيد"· وحول مشاكل في الإطعام يكون عدد من الحجاج قد واجهوها أكد أن إطعام الحجاج "خدمة إضافية غير منصوص عليها في العقد الموقع بين الحاج والبعثة" غير انه اعتبرها "تجربة جديدة تقتضي تحسينا في المستقبل شريطة أن يدفع الحاج مقابل الغذاء الذي يتحصل عليه بصفة فردية"· وفي رده على سؤال حول متاعب تكون قد اعترضت عددا من الحجاج في الاقامة على مستوى المخيمات نبه السيد غلام الله ان الإقامة بهذه الأماكن "تكون في منى وليس في مزدلفة" مشيرا الى انه "من الخطأ القول أن الحجاج ناموا في الطريق لأن الأمن السعودي يتدخل في هذه الحالات لإخلاء الطريق"· وحول إمكانية الخفض من مدة الحج من شهر إلى 3 أسابيع قال الوزير بصعوبة الامر كون ذلك مرتبط بالنقل وببرمجة رحلات العودة من البقاع المقدسة نحو الجزائر· وعلى هامش الجلسة أكد وزير الشؤون الدينية على تعيين السيد بربرة الشيخ مستشار برئاسة الجمهورية على رأس ديوان الحج والعمرة الذي تم استحداثه مؤخرا، وأضاف في تصريح ل"المساء" ان مرسوم التعيين لم يصدر بعد الا ان قيادة هذا المسؤول لوفد جزائري قام بزيارة الى المملكة السعودية لترتيب موسم الحج القادم بالنسبة لحجاج الجزائريين هو تاكيد على تعينه في هذا المنصب· ويعد تصريح وزير الشؤون الدينية الأول من نوعه الذي يؤكد فيه تعيين السيد بربرة على رأس ديوان الحج، حيث رفض خلال الأسبوع الماضي في حوار ادلى به لصحيفة وطنية الكشف عن اسم رئيس هذه الهيئة· وكان السيد بربرة قاد قبل اكثر من اسبوع وفدا الى البقاع المقدسة والتقى مسؤولين سعوديين وتباحث معهم ترتيبات استقبال وايواء الحجاج الجزائريين· ويذكر ان عدد الجزائريين الذين يؤدون مناسك الحج سنويا يقدر ب36 الف حاج·