لا شك أن احتضان الجزائر الملتقى الدولي لنصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هو بداية لحملة دولية تحسس الرأي العام الدولي وتلفت أنظاره إلى معاناة أخرى لا يراها ولا يعلم بها، وهي معاناة الفلسطينيين في غياهب سجون الاحتلال. فالعالم أجمع عليه أن يعرف بأن هناك انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان في السجون الإسرائيلية، وأن الفلسطينيين يزج بهم في المعتقلات دون وجه حق وبطريقة تعسفية، ولا أحد في العالم يحرك ساكنا عندما تتحرك آلة القمع والممارسات الوحشية الإسرائيلية. العالم اليوم يكيل بمكيالين، حيث تقلب القوى العظمى والغربية الدنيا ولا تقعدها في حالات معينة ترى أن حقوق الانسان انتهكت فيها وحتى وإن كان ذلك يؤدي إلى المساس بسيادة دول، لكنها تغض الطرف عما يجري في فلسطينالمحتلة من قمع واعتقالات تعسفية وكأنه يحق لإسرائيل أن تدوس على حقوق الإنسان، بينما يردع غيرها إن يمارس ذلك. إن ملتقى الجزائر الذي تحضره فعاليات وشخصيات دولية بارزة من شأنه أن يدفع بحملة دولية لنصرة الأسرى الفلسطينيين وتحويل مأساة هؤلاء الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية إلى قضية ضمير عالمي، حتى يتمكن الجميع من سماع الصوت الفلسطيني الحر ولو من داخل زنزانات العدو. كما يشكل هذا اللقاء فرصة لإعادة لم شمل الفلسطينيين وبناء وحدتهم، لأن إسرائيل لا تتعامل مع الأسرى وفق انتماءاتهم السياسية أو الحزبية وإنما كفلسطينيين. فلتكن العبرة من ذلك دافعا للوحدة ورأب الصدع.