عقد فريق مسرحية ''العصفور'' أمس بقاعة الموقار، ندوة صحفية استعرض فيها تفاصيل هذا العمل الإبداعي الذي سيكون قفزة للنهوض بأبي الفنون عندنا... ''العصفور'' ستقدم عرضها الشرفي غدا الخميس على السادسة مساء بقاعة الموقار. عن المسرحية أشار مخرجها كمال يعيش أنها تحاول تصوير لحظات عزلة في قالب يجمع التراجيديا بالكوميديا كمحاولة لتقديم موضوع جاد في إطار هزلي وفني لا يسبب الضجر للمشاهد. كمال يعيش هو من كتب نص المسرحية التي اقتبسها عن نصها الأصلي للكاتب المجري فيراك كرنتي.. علما أن هذا النص ظل حبيس الأدراج مدة 10 سنوات. من جهة أخرى، أشار المخرج إلى أنه سبق له وأن كتب نصوص مسرحياته لكنه فضل أن تكون النصوص لكتاب غيره حتى يتميز العرض بالثراء والتنوع. عمل المخرج على اعطاء قالب جزائري للمسرحية أولا باستعمال اللهجة الجزائرية وثانيا على الحوار الساخر والخفيف وعدم إرسال أية رسائل مباشرة أو أفكار فلسفية معقدة تشوش ذهن المتفرج. أما عن عنوان المسرحية ''العصفور''، فأشار إلى أن العصفور طائر جميل طيب الأطوار لكنه مشاكس تماما كبطل المسرحية، كما أن عنوان ''العصفور'' سبق ليوسف شاهين وأن استعمله، وهذا ما يثير أكثر فضول الجمهور. بطلة المسرحية رانيا سيروني تحدثت عن هذه التجربة الصعبة جدا بالنسبة لها، حيث تؤدي دورها (العجوز) بالصوت فقط من خلال التلفون ولا تظهر أبدا على الركح طيلة فترة ساعة ونصف من العرض، تقول ''علي أن أوصل مشاعري وانفعالاتي وردود أفعالي مع البطل محمد أرسلان بالصوت فقط دون أن أراه أو يراني.. علما أنه لا توجد فترات استرخاء أو مشاركة فنانين آخرين، وبالتالي فلا سند لي في دوري ماعدا حفظي للنص ومخيلتي، زد على ذلك فإنني قد غبت عن المسرح لمدة سنوات منذ آخر مسرحية لي مع صونيا (لغة الأمهات)، وهذا ما انعكس على أدائي، كما أني لا أعرف طريقة عمل المخرج حتى وهو زوجي...''. بطل المسرحية الفنان العائد، محمد أرسلان، الذي بدا متخوفا من الدور لكنه أكد ثقته في إمكانيات المخرج ومستوى النص، كما استعرض بالمناسبة الفترات الطويلة التي قضاها بعيدا عن الركح منذ رائعته ''المحقور'' عام 1980 ثم ''الدراويش يبحثون عن الحقيقة'' عام .1988 يؤدي أرسلان دور فنان فشل في تحقيق طموحاته الفنية لأسباب متعددة، فيدخل في عزلة يقرر فيها مشاكسة امرأة عجوز وخلق مشاكل جمة لها من خلال التلفون، وهذا ليس شرا منه لكنه الفراغ الذي يؤدي بالمرء إلى الحماقات للتنفيس عن فشله. من جهة أخرى، أشار أرسلان إلى أن المسرحية تعالج نتائج العصرنة والتكنولوجيا على المجتمعات، فرغم توفر أسباب الراحة إلا أن الانسان افتقد الروابط الإنسانية وأصبح يعيش الفراغ الروحي والعاطفي والذي غالبا ما يترجم الى عنف أو مشاكل وصياح في ظل الحوار والمآنسة،، علما أن الإنسان يفعل كل ذلك رغما عنه كمخرج له من ضيقه النفسي تماما كما يحدث في مجتمعنا الذي فقد هدوءه وساده الضجيج. بالمقابل، شدد الفنان على النهوض بالفن في بلادنا وعدم السقوط في الرداءة بحجة النزول الى مستوى الجمهور العادي، ناهيك عن طرح قضايا المجتمع بشكل فض بعيدا عن الفن واللمسة الإبداعية. للتذكير، فإن المسرحية التي انتجتها جمعية ''قوس قزح'' لفنون العرض، ستقدم للجمهور بعد غد الجمعة ابتداء من الرابعة ونصف بعد الزوال بالموقار.