أكد العديد من النحالين على هامش مشاركتهم في المعرض السنوي ال10 للعسل بالجزائر العاصمة أن مهنة تربية النحل بالجزائر في حاجة إلى تكوين النحالين وتأطيرهم لجعل هذا النشاط يساهم في خلق قيمة مضافة حقيقية للقطاع الفلاحي. (واج) ويرى المشاركون في المعرض أن ''عدم التحكم في المهنة وقلة البحوث في هذا المجال جعلا من العسل كنزا ضائعا حقا'' وذلك بسبب نقص الاهتمام بهذا النشاط من جهة وقلة الاستثمارات وانعدام التأطير بقوانين تضبط أساسيات المهنة القادرة على خلق القيمة المضافة من جهة ثانية. ويضاف إلى هذه النقائص -حسب المشاركين- عدم توفر مخابر وطنية قادرة على منح العسل الجزائري رغم توفره على مقاييس جودة عالية تصنيف نوعية من شأنه أن يدخله الأسواق الدولية مما يسمح بتنويع الصادرات وبالتالي خلق مصدر إضافي للعملة الصعبة. وأفاد السيد سونة بن يخلف أحد قدماء مهنة النحالة قائلا ''لو تفطن أصحاب القرار لهذا الكنز الضائع لأعطيت له الأهمية اللازمة نظرا لقدراته الهائلة على خلق القيمة المضافة (مناصب شغل وعملة صعبة)، وذلك بتسطير سياسة ترتكز على الدعم بالمقابل''. ويقاسمه نفس الرؤية السيد بن يوسف حمدان مشارك في المعرض قائلا إن ''الدعم غير المشروط لم يجد نفعا لأن المستفيد غالبا ما يستغله وفي حالة عدم حصوله على ربح سريع يصرف النظر عنه ويتوجه لاستغلال فرص أخرى تمكنه من ذلك''. وأضاف بهذا الشأن قائلا ''أدعو السلطات إلى العمل بالدعم المشروط الذي يتم تقييم نتائجه في نهاية كل عملية جني للتمكن من الوقوف على النتائج إذا أردنا فعلا أن نعطي دفعا لإنتاج العسل''. ودعا السيد صخور -رئيس تعاونية لتربية النحل بولاية الجزائر- إلى وضع قوانين لتأطير وحماية المهنة خاصة ما ينظم العلاقة بين الفلاح والنحال نظرا لفوائد النحل في تلقيح أزهار أشجار الفاكهة مما يعطي ثمارا ذات نوعية ومردودية أكبر. ويتعين على الفلاح تسهيل عملية نقل خلايا النحل إلى المزارع وتفادي استعمال مبيدات الحشرات الضارة. وبهذا الشأن يتأسف سي لكحل سليمان (نحال) لكون الفلاح الجزائري لا يعارض فقط دخول خلايا النحل لحقوله وإنما يستعمل مبيدات الحشرات للقضاء على النحل في حين تجد الفلاح في الخارج يدفع أموالا معتبرة لجلب خلايا النحل إلى حقله. إلى جانب فتح مراكز تكوين متخصصة لتعليم التقنيات العصرية في تربية النحل وإنتاج مختلف أنواع العسل طالب أصحاب المهنة بوضع مخبر وطني لتحليل مادة العسل للحد من تكاليف التحاليل التي تتم في الخارج والسعي إلى وضع علامة مسجلة لأنواع العسل الجزائري من أجل حل نهائي لمشكلة التسويق خاصة في الخارج. ولمضاعفة إنتاج الجزائر من العسل إلى 100 000 طن في حدود 2014 مقابل 48 000 طن حاليا شدد مربو النحل على تبني سياسة إنتاجية مكثفة على مستوى تعاونيات مصغرة يتم إنشاؤها من طرف الشباب البطال على مستوى المناطق الغابية والحضائر الوطنية وحقول الأشجار المثمرة. كما أشاد أصحاب هذه المهنة التي تشغل نحو 20 000 شخص على المستوى الوطني والذين يقومون بتربية نحو 1,5 مليون خلية نحل ببعض الإجراءات التي أعلن عنها وزير الفلاحة خلال هذا المعرض والمتمثلة في فتح مراكز بيداغوجية متخصصة في تربية النحل وفتح مركز كبير لبيع مثل هذه المنتجات.