أثارت مجلة الجيش في عددها الأخير المفارقة التي وقفت فيها قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة، عند تأكيدها على مرافقة الحركات الإقليمية في مجال التكفل بالمشاكل الأمنية والدفاعية المشتركة وإشارتها في الوقت ذاته إلى تداعيات الازمة المالية على معظم الدول الأعضاء في تسيير الأزمات الإقليمية وعمليات التدخل مستقبلا. وسجلت لسان الجيش الوطني الشعبي موقف الجزائر في هذا الصدد، حيث أكدت أن هذا الطرح يتناقض مع واقع سوق السلاح العالمية وإرادة العديد من الفاعلين الدوليين في تعزيز دعائم نشر القوات وبسط النفوذ، وفي هذا الإطار أكدت افتتاحية الجيش على المقاربة المبنية على المفهوم الاستراتيجي الواضح والجديد للحلف والذي يعتبر بأن القضايا الأمنية تستدعي وجود جميع أطراف القانون الدولي دون تمييز، داعية إلى الاستفادة من هذه الفرصة قصد إرساء حوار فعال ومسؤول من خلال الاهتمام بتظافر الجهود خدمة للسلام العالمي. وقالت لسان الجيش في هذا الصدد إن الجزائر لم ولن تتوانى في الانخراط الكامل سواء على الصعيد الإقليمي أو شبه الإقليمي في أية مبادرة أو عمل يهدف الى تعزيز دعائم السلم الذي يمثل مثلما أوضحته افتتاحية المجلة لمجموع الفاعلين في القارة السمراء رهانا كبيرا بالنظر الى أن كل جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية لن تتحقق إلا في ظل الاستقرار الداخلي والخارجي للقارة. وقد أوضحت لسان الجيش الوطني الشعبي، أن توصل الحلف إلى إقامة شراكة مع الاتحاد الافريقي وإلى الاتفاق بشأن تقديم الدعم والمساعدة في إنشاء وتفعيل القوة الافريقية الجاهزة، يقتضي من أعضاء الحلف ألا يطرحوا الصعوبات المالية عندما يتدخل الحلف خارج حدوده في افريقيا من موقع الشريك وبطلب من الاتحاد الافريقي وبتعاون حثيث معه، في انتظار الفصل بوضوح في مصير القوات غير الافريقية المنتشرة على المستوى الإقليمي وشبه الإقليمي في افريقيا. وعلى صعيد متصل بملفات الأمن الدولي والاستقرار الإقليمي وشبه الاقليمي، سجلت المجلة الأهمية البالغة للقرار الأممي رقم 1514 الذي يكرس حرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، مؤكدة في هذا الصدد، أن الجزائريين ووعيا منهم بالثمن النفيس الذي دفعوه مقابل حريتهم وكرامتهم يقدرون كل تلك الترتيبات والتدابير المحتواة في هذا القرار التاريخي للجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي هذا السياق أكدت لسان الجيش الوطني الشعبي موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية بقولها إنه لا يمكن وصفه بأنه رهين حسابات الماضي أو اعتباره بمثابة عائق أمام تشييد صرح مغاربي مندمج، فوعيا منها -تضيف المجلة- بالرهانات الدولية الحالية تبقى الجزائر على يقين أن مستقبل جميع شعوب المغرب العربي يكمن في مقدرتهم على التخلص قبل كل شيء من بذور التوتر التي من شأنها أن تعيق مستقبلا أي عمل وحدوي والاستفادة من دروس وعبر الماضي في بناء كيان اقليمي فعال يكون مبنيا على أسس موضوعية ودائمة بإمكانه مقاومة الأزمات والصعاب. ونقلت المجلة خطاب رئيس الجمهورية في قمة افريقيا-الاتحاد الأوروبي من أجل شراكة قوية، حيث رافع الرئيس بوتفليقة لصالح تنمية القارة السمراء، مبرزا موقف الجزائر الداعي الى تطوير الاستثمارات والتبادلات الاقتصادية بين افريقيا وأوروبا بدون التحجج بالسياق الحالي للأزمة الاقتصادية العالمية. كما احتوى عدد المجلة على حصيلة نشاطات الجيش الوطني الشعبي لسنة ,2010 مسجلة في ذلك مكاسب جديدة إضافة الى ملف للجيش حول حقوق الانسان، حق الشعوب ''المفارقات الكبرى''، وروبورتاجا بعنوان تكنولوجيا حديثة في خدمة التكوين ودراسة حول المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي: الدفاع المضاد للصواريخ والدفاع المعلوماتي ودراسة ثانية حول تأمين الأنظمة المعلوماتية كرهان حقيقي في مجال الدفاع. كما نقلت المجلة أنشطة مؤسسات الجيش المختلفة ونشاط قادتها.