هل تقبل المرأة أن تكون مكرمة ومعززة في يوم واحد بل نصف يوم؟ الأكيد أن كل النساء يرفضن ذلك وما احتفالهن بعيدهن في الثامن مارس إلا احتفال رمزي يتذكر فيه المجتمع المرأة "علانية" يقيم مسيرتها، يشيد بإيجابياتها والمكاسب التي حققتها وينبه إلى النقائص التي ماتزال تعترضها· شئنا أم أبينا، لقد دخلنا عصراً جديداً هو عصر المرأة،، المرأة التي اقتحمت كل المجالات، لاأقول تنافس الرجل بل تكمله· وذلك يجعل المرأة ترفض الصدقات لأن موقعها في المجتمع والتحديات التي تواجهها، ليس كمرأة وإنما كعنصر بشري فعال، يتطلب منها أن تنتزع حقها ومنصبها ومكانتها· ولن يتأتى ذلك، إلا بالعمل وفرض الذات ورفع التحديات· وحتى إن كانت هناك بعض الذهنيات لاتزال مسيطرة وتنظر للمرأة بأنها ذلك المخلوق الضعيف الذي خلق للتربية والطبخ والولادة، فإن قطار تطور المرأة انطلق ولن يتوقف، ولم يعد هناك مجال للحديث عن التمييز الجنسي في العمل أو الوصول الى المناصب العليا· فالتجربة في الجزائر أثبتت أن المرأة الكفؤة والمؤهلة وصلت إلى جميع المناصب ليس كونها إمرأة وإنما لقدرتها على شغل هذه المناصب· وبالتالي فإن البكاء على حقوق المرأة لم يعد مطروحاً، والنضال من أجل تغيير الذهنيات حول دور المرأة يجب أن يستمر وأن تكون المرأة في مقدمة المسيرة· ولايسعنا بالمناسبة إلا أن نهنئ حرائر الجزائر ونقول لهن عيدكن سعيد وكل عام وأنتن بألف خير·