تتساءل الأسرة التربوية والثقافية على مستوى بلدية الرغاية حول مصير مشروع المكتبة الجوارية بوسط المدينة، والذي توقفت به الأشغال منذ أكثر من شهر، حيث لم تتعد نسبة الإنجاز 60، وهو تأخير جديد يضاف إلى سلسلة التأخيرات التي طالت المشروع الذي كان من المقرر استلامه خلال الدخول المدرسي المنصوص، الأمر الذي أثر سلبا على التحصيل الدراسي والعلمي للتلاميذ والطلبة، في ظل تناقص النشاط الثقافي والتربوي بالمنطقة. ويعد مشروع المكتبة الانشغال الجديد-القديم في الطرح، كونه يعود إلى نحو 10 سنوات حين كان أولياء التلاميذ يطالبون بصرح ثقافي وتربوي يشمل الجميع ويخفف الضغط عن دار الشباب محمد بوراس بوسط المدينة، والتي لم يعد بمقدورها حاليا تلبية متطلبات روادها فيما يخص قاعة المطالعة والمراجع المطلوبة، وهو ما تحقق منذ ما يقارب السنتين بتبني مشروع المكتبة للبلدية الذي استفاد من ميزانية قدرت بنحو 3 ملايير و500 مليون سنتيم، حيث تم الشروع في الأشغال خلال السداسي الثاني من سنة ,2009 أين حددت آجال الاستلام بمدة 9 أشهر، وهو مالم يتحقق حتى بنهاية سنة .2010 كما أشار بعض أولياء التلاميذ في سردهم لحيثيات تطور إنجاز المكتبة ل''المساء'' إلى أن المشروع كان من المفترض استلامه مع الدخول المدرسي في شهر سبتمبر المنصرم، إلا أن وتيرة الأشغال التي لم تكن بالمستوى المطلوب - حسب تعبيرهم - أجلت تسليم المشروع إلى موعد لاحق لم يحدد حتى من طرف القائمين عليه، وهو الأمر الذي زاد تعقيدا بتوقف الأشغال نهائيا بالموقع ودون سابق إنذار، ما يعني أن مشروع المكتبة يسير نحو المجهول، في ظل هذا الواقع الذي يستدعي تدخل السلطات المحلية والجهات المعنية لاستكمال ما تبقى من أشغال هذا الصرح الثقافي والتربوي في أقرب الآجال الممكنة لتعميم الفائدة على الجميع.ولعل ما يستدعي تدخل المصالح الوصية للإسراع في تجسيد المكتبة قريبا واستكمال 40 المتبقية من المشروع الذي يتضمن طابقين بوسط المدينة، هو تناقص النشاط الثقافي والتربوي بالمنطقة إن لم نقل غيابه كلية في ظل انحصاره على دار الشباب الوحيدة التي تشكو الضغط عليها أمام صغر مساحتها من جهة، والإقبال المتزايد عليها من جهة أخرى، وهو ما لم يستوعبه تواجد المكتبات المتنقلة التابعة للمكتبة الوطنية في بعض المناسبات، وهي المكتبات التي تستقطب روادها من مختلف الأعمار والشرائح، لكن لفترة زمنية محدودة في انتظار مكتبة قارة ودائمة على المدى القريب. ويضاف على ضوء هذه المعطيات انعدام مرافق ثقافية وعلمية على مستوى أحياء البلدية كعيسات مصطفى، وجعفري وبن معيدان، في حين تكاد تكون الأنشطة الثقافية والتربوية غائبة في ظل عزوف السلطات المحلية عن احتضان التظاهرات الاحتفالية بمختلف المناسبات، أو تنظيم معارض وحملات تحسيسية عدا تلك التي تنظمها بعض أفواج الكشافة الإسلامية بالمنطقة، وهو الوضع الذي يبقى نقطة استفهام لدى عدد من المنضمين ممن تحدثت إليهم ''المساء'' حول الموضوع، والذين تطرقوا إلى مشكل غياب قنوات اتصال في هذا المسعى، خاصة وأن بلدية بحجم الرغاية ذات الكثافة السكانية المرتفعة والتي تفوق 100 ألف نسمة لاتزال بحاجة إلى أكثر من دار الشباب والمكتبة لإثراء الجانب العلمي، والتربوي والثقافي لسكان البلدية من تلاميذ وطلبة ومختلف شرائح المجتمع. وأمام هذا الركود الثقافي بالمنطقة والذي عززه تناقص أعداد المكتبات الخاصة تدريجيا بحيث أصبحت لاتعد على أصابع اليد الواحدة كون أصحابها يشتكون من قلة الاقبال عليها لعدة اعتبارات أبرزها غلاء الكتب وقلة الاهتمام بالجانب الثقافي أمام هذا الوضع، ناهيك عن الجانب التجاري، وهوامش الربح التي تبقى بعيدة كل البعد عن الانشطة التجارية الأخرى، ويبقى مطلب تجسيد المكتبة البلدية في أقرب الآجال أمرا لابد منه لإنعاش قطاع الثقافة ببلدية الرغاية وتعميم الفائدة على الجميع.