استشاري جراحة الدماغ والأعصاب اختصاص الجملة العصبية الدكتور فايز عبيد عياصرة من الأردن، زار الجزائر مؤخرا للمشاركة في ملتقى الصحة الطبيعية الذي احتضنته جامعة مستغانم، حيث قدم مداخلة قيمة حول حودث المرور وتأثيرها على الدماغ الذي أصبح الضحية الأولى في حوادث السير، خاصة أن 75 من الإصابات في الوطن العربي كلها تمس فئة الشباب، علاوة على الضغوطات التي تؤثر على الصحة العقلية للإنسان وأمور أخرى. - 'المساء'': هذه أول زيارة لك للجزائر، كيف وجدتها؟ * الدكتور فايز عياصرة: حلمت بزيارة الجزائر منذ نعومة أظفاري، خاصة أننا في الأردن قلوبنا تنبض حبا للجزائر، وقد تحقق هذا الحلم بفضل الله، وقد وجدتها - ما شاء الله - إلى الأمام في تقدم علمي وعمراني والكثير من النشاط، أتمنى لها الرقي والازدهار وإلى الأمام، وقد زرت بعض المناطق مثل العاصمة، ومستغانم وتلمسان وقد وجدتها رائعة. - محور مداخلتك كان حول إصابات الدماغ بفعل حوادث المرور، في ملتقى الصحة الطبيعية.. لماذا؟ * هذا المؤتمر يجمع بين البحث في الطب الطبيعي (الصحة الطبيعية) وهذا مكمل للعلاج التقليدي، وإصابات الدماغ التي تعتبر عكس الصحة أمرا وجب الحديث فيه، لأنها عكس الطبيعة لأسباب كان من الممكن جدا تفاديها وعلى رأسها عدم الإفراط في السرعة، فعندما يفقد الإنسان الدماغ فإنه يفقد الصحة كاملة، وهناك إصابات كثيرة من الواجب تجنبها للعيش بخير وسلام، حيث حاولت أن أركز في الموضوع الذي قدمته على دور الإنسان العاقل المتزن في الحفاظ على ذاته وعلى الآخرين، فكلما التزم الإنسان بقواعد السير عندما يجلس وراء المقود، يجب أن يضبط أعصابه ويتذكر أن أمامه أناسا يجب أن يحافظ على حياتهم، والجدير بالذكر أن معظم الإصابات تصيب جيل الشباب الذي يمثل 75 في الدول العربية، وأغلب الإصابات تؤدي الى إعاقات عقلية، ولا ينفع العلاج فيها. وتركيزي على حوادث الطرقات جاء لمعالجة هذه الأمور، وكيف نضعها في معيار ونعالجها خاصة أن التكلفة العلاجية تبلغ 800 دولار لليوم، وهذا يكلف الموارد البشرية والدولة والشخص، علاوة على فقد الشخص لصحته العقلية وهذا أمر مؤسف جدا. - كيف تصف الدماغ بحكم تخصصك؟ * الدماغ هو معجزة الله سبحانه وتعالى التي يقف الإنسان عاجزا عن وصفها، فالإنسان عبارة عن محور لملايين الكابلات العصبية المتداخلة وكل عصب من الأعصاب يحمل في طياته زهاء 900 كابل ممزوجة من الحس والحركة والإرادي وغير الإرادي كلها تؤدي إعجازا واحدا. - هل يمكننا التعاطي مع الدماغ وتقبل الإشارة التي نعطيها له؟ * نعم بالفعل، هناك ما يسمى بالبرمجة العصبية، يستطيع الإنسان من خلالها التحكم في كل مؤثر يدخل دماغه، وأن يعطيه الحجم الذي يريده وأن يصغره إلى ان يصبح بحجم حبة الفلفل الأسود كلما شغل المرء دماغه بأمور صغيرة، فإذا أراد أحدهم أن يفقدك صوابك ويؤثر على أعصابك هناك طريقتان أنصح بهما، وهما أن يصغر المرء الموضوع ويضعه في ظرف صغير في خانة من الدماغ وأن يتنفس بعمق، أي يمارس فن الاسترخاء وهذا يساعد المخ على استعادة عافيته ونشاطه من الضغط الذي تعرض له، وممكن أن يحافظ على برنامج من الرياضة كممارسة رياضة المشي فهذه الأخيرة تريح الدماغ كثيرا. - هل هناك أغذية خاصة مفيدة للدماغ؟ * أنا شخصيا أنصح بتناول الأغذية الطبيعية على غرار الخضر الطازجة والفواكه، والنباتات الخضراء والحبوب غير المقشورة، لأن القشرة تحمل غذاء الدماغ، كما أنصح بعدم الإكثار من المواد الحيوانية والمعلبة، والزيوت المهدرجة، فكلها ضارة بالدماغ ونصيحتي هي أن التدخين مدمر للخلايا العصبية. - نحن نعيش في عصر القلق والمشاكل، والدماغ يتأثر، كيف يمكن العيش في سلام وراحة؟ * كلما ابتعد الإنسان عن الطبيعة والحياة الطبيعية أصيب بالأرق، خاصة أننا نطمح إلى تحقيق الكثير من الأمور في نفس الوقت، وهذا ما يؤدي إلى حرق الأعصاب والتوتر، إلا أنه من الضروري وضع هذه القاعدة نصب الأعين وهي أن الإنسان لابد أن يسعى في هدوء وبطء، فالكثير من الأشياء في الأخير قضاء وقدر فلم نحرق أعصابنا-.