شدد البروفيسور سيدي السعيد عبد الرحمان رئيس الجمعية الوطنية لجراحي الأعصاب على ضرورة اعتماد مخطط وقائي لتجنب تفاقم حالات الإصابة بالأورام والصدمات الدماغية لدى الأطفال، من خلال برنامج صحي يتكفل بالنساء الحوامل ابتداء من الشهور الأولى للحمل، مشيرا خلال تدخله الافتتاحي للملتقى الدراسي ال 25 حول ''الأورام والصدمات الدماغية'' المنظم بمستشفى وهران الجامعي إلى أن أعراض الإصابة بالورم الدماغي لدى الطفل تظهر خلال الشهور الأولى للحمل، مبينا أنها مرتبطة في العديد من الحالات بالعامل الوراثي. مضيفا أن المصالح الطبية المختصة في المستشفيات الكبرى بالجزائر باتت تسجل معدل خمس إلى ست حالات إصابة بهذا المرض لدى فئة الأطفال، مما يستدعي الاهتمام أكثر بالبرامج الوقائية التي تساعد على الحد من تنامي هذه الظاهرة المرضية وعلاجها في سن مبكرة. وأوضح البروفيسور سيدي السعيد أن 80 بالمائة من وفيات الأطفال نتيجة حوادث المرور في العالم ترجع إلى الصدمات الدماغية، وتبقى الوسائل الطبية المتطورة العامل الأساسي في التكفل الحسن بهؤلاء الأطفال. أما البروفيسور بوشاقور محمد رئيس مصلحة طب الأعصاب بمستشفى وهران الجامعي فقد ذكر من جهته في تدخل له خلال الملتقى، أن الأورام الدماغية تشكل السبب الثاني في مرض السرطان المؤدي إلى وفاة الأطفال، مبينا أن 20 بالمائة من هذه الأورام هي من فئة الأورام الصلبة الأكثر خطورة بالنسبة للمصابين بها لدى هذه الشريحة، وخلص البروفيسور إلى أن نسبة 6ر66 بالمائة من المصابين بالأورام الدماغية هم شريحة الأطفال التي تقل أعمارهم عن 10 سنوات من خلال نتائج الدراسة التي قام بها على عدد من العينات من المصابين بهذا الداء بالجزائر. ويأتي هذا الملتقى من أجل تبادل الخبرات وعرض الدراسات بين المختصين الجزائريين والأجانب، فضلا عن البحث الجماعي عن الآليات والوسائل الممكن توفيرها لمواجهة تفاقم حالات الإصابة بالأورام المرضية لدى الأطفال وطرح المعارف حول البرامج الوقائية، بالإضافة إلى تنظيم مائدة مستديرة لمعالجة موضوع داء الورم في العمود الفقري.