يتناول الملتقى الوطني الثالث حول المدن الجزائرية عبر العصور الذي انطلقت اشغاله يوم الاثنين بالجزائر العاصمة اشكالية توقيع المدن ونشأتها و دورها في تطوير المجتمع وتاريخه و مدى تلبية رغباته. و في هذا السياق أكد مدير المدرسة العليا للاساتذة عبد الله القلي في كلمة له لدى افتتاح الملتقى أن المدينة تشكل "أساسا جوهريا في النظام المدني يتحتم فهم تركيبها و مشكلاتها و سلوكها مما يتيح فهما أكبر لقضايا التنمية". وأوضح القلي أن الكثير من البحوث و الدراسات التي تناولت الموضوع من حيث التاريخ والمفهوم و الحجم و التمركز و الوظيفة "أثبتت ما يمكن أن تؤديه (المدينة) في عملية التنمية مما يتيح --حسبه-- فهما أكبر لقضايا التنمية ومشكلاتها وسلوكها ويؤدي بالتالي الى تضييق فجوة التباين في نمط التمدن والتنمية بين المراكز المدنية الصغيرة و الكبيرة الحجم". ويسعى الملتقى الذي بادر اليه مخبر التاريخ و الحضارة و الجغرافيا التطبيقية بغرض معالجة الكثير من القضايا المتعلقة باشكالية المدينة عبر آليات الاسقاط والتحليل و السبر و الاستشراف الى تشخيص موضوع تدريس العمران و المدن و تحديد علاقة الاخذ و العطاء بين المدنية و اقليمها وكذا الوقوف على العلاقة بين المدينة و قضايا المجتمع. وتتمثل اهداف هذا اللقاء أيضا في فتح باب الحوار والتفاعل بين الباحثين ومنجزي المشاريع العمرانية و ابراز العلاقة الوظيفية بين المدينة و هياكل الدولة من خلال دراسة العديد من المحاور اهمها مفهوم المدينةالجزائرية و وتطورها ووظائفها وآليات تسييرها. ويتدارس عدد من الاساتذة والباحثين من مختلف جهات الوطن خلال هذا الملتقى الذي يدوم يومين عدة مواضيع ذات الصلة بالمدينة وتطورها عبر العصور. ومن بين هذه المواضيع يمكن الاشارة الى التطور العمراني في مدينة الجزائر والهوية التاريخية و الثقافية للمدن الجزائرية اضافة الى تاريخ بعض المدن كشرشال ومليانة و بسكرة وو رقلة و سطيف و الاغواط و قصر البخاري و بحاية . كما حدد منظمو هذا اللقاء محاور أخرى للمناقشة كالتعمير و اشكالية تسيير المدينة و المفارقة بين انتشار المخاطر الكبرى و تركز المدن و البلديات في الجزائر اضافة الى الادوار الحضارية للمدن الصحراوية.