تعد السيدة كنزة باية تازيرت مثالا ونموذجا للتحدي الذي ليس له حدود، لأنها وبكل بساطة اختارت أن تواجه كل العراقيل التي وقفت في طريقها بابتسامة أولا وبإصرار وإرادة كبيرين ثانيا وبإنجازات متعددة ثالثا، التقيناها مؤخرا في منتدى المجاهد فكان معها هذا اللقاء. جاءت السيدة كنزة إلى منتدى المجاهد بمناسبة تنظيم لقاء حول القصور الكلوي، ليس لأنها مصابة بهذا المرض، ولكن لأنها أرادت طلب مساعدة من أجل تمكينها من نشر آخر إصدار لها، وهو كتاب تحت عنوان ''التحدي'' يحكي جزءا من معاناتها وتحديها لواقعها الصعب. وكانت شهادتها مؤثرة فعلا - رغم أنها خرجت من موضوع الندوة - وربما كانت تلك فرصتها الأفضل لإطلاق ندائها للذين بإمكانهم دعمها لإتمام إنجاز جديد يضاف إلى مجموعة إنجازات أخرى، قامت بها رغم إعاقتها وإصابتها بمرض السكري، وهنا مربط الفرس... فمرضها وإعاقتها لم يقفا يوما أمام تحقيق أحلامها... والبداية كانت عندما أصيبت السيدة كنزة بمرض السكري من النوع الأول وهي في العشرين، اضطرت منذ ذاك إلى اخذ حقن الانسولين، لكنها لم تتوقف عن ممارسة نشاطاتها وعن تأكيد نجاحها في دراستها، فتحصلت على شهادة مهندس دولة في البيولوجيا بدرجة جيد، وقامت ببحوث مكنتها من إصدار أول كتاب لوصفات غذائية خاصة بمرضى السكري، تقول ''لقد جربت هذه الوصفات بصفة شخصية، وتأكدت منها، ثم أردت تعميم الفائدة من أجل مساعدة مرضى السكري على إعداد أكل خاص بهم، بحيث لايحرمون من أي شيء حتى الحلويات لكن مع عدم الإضرار بالنفس''. محدثتنا وهي أم لثلاثة أطفال قامت بعدة نشاطات من بينها الإسعافات الأولية، كما كانت المرأة الوحيدة في العالم التي مارست رياضة الغطس رغم إصابتها بالسكري المعتمد على الأنسولين، هذا فضلا عن إصدارها لعدد من الروايات. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، إذ تتعرض السيدة كنزة إلى مصيبة أخرى وهي تلد ابنها الثالث، حيث كانت ضحية لخطأ طبي كان الإهمال سببه الأول، فخرجت معاقة من غرفة العمليات بعد القيصرية التي أجريت لها. مع ذلك لم تكن إعاقتها الحركية أو كرسيها المتحرك يوما مرادفا لليأس أو الإحباط، بل كان دافعا جديدا لها للقيام بإنجازات جديدة، من بينها كتاب تصفه فتقول لنا ''إنه كتاب علمي وثقافي واجتماعي يحكي عن التحدي من خلال تجربتي الشخصية... أريد أن أتقاسم مع الآخرين هذه التجربة لإدراكي أهمية مساعدة الآخرين وتشجيعهم وبعث الأمل فيهم''، ولا تطلب السيدة كنزة إلا تمويلا لكتابها الجديد من أجل نشره في أقرب الآجال.