توالت ردود الفعل الدولية المهنئة لانتصار الثورة المصرية التي تمكنت خلال 18 يوما من الاحتجاج والمظاهرات العارمة من الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك.فقد اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما تنحي الرئيس المصري عن السلطة ''بداية انتقال عملي للسلطة، داعيا الجيش المصري إلى ''تأمين هذا الانتقال''. وقال اوباما أن ''الشعب المصري تكلم وأصواته سمعت ولن تكون مصر أبدا هي نفسها التي كانت من قبل''. وأضاف أن هذا اليوم ''يحمل الديمقراطية الحقيقية''، ولكن عملية الانتقال لم تنته بل بدأت للتو. وأكد الرئيس الأمريكي أن الولاياتالمتحدة ستبقى ''صديقة وشريكة لمصر'' ومستعدة لتقديم أي مساعدة ضرورية لتأمين انتقال ذي مصداقية إلى الديمقراطية. ولكن البيت الأبيض الذي اتسمت مواقفه بالتذبذب منذ انطلاق الثورة الشعبية في مصر سارع أمس إلى مطالبة السلطات الجديدة في هذا البلد إلى احترام اتفاقات السلام الموقعة مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية روبرت غيبس انه ''من المهم جدا أن تعترف الحكومة المقبلة في مصر بالاتفاقات الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية''. واعتبر رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون أن صفحة جديدة فتحت في مصر بعد رحيل مبارك. وقال ''إني أقدم كل التقدير لهذا القرار الشجاع بالتخلي عن السلطة والذي يجيب عن تطلعات الشعب المصري في بلوغ الديمقراطية والكرامة والحرية''. من جانبه، أكد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني على أهمية تنحي الرئيس المصري حسني مبارك معتبرا ذلك ''تطور مهم نحو الديمقراطية'' في مصر. وقال إن قرار مبارك التنحي عن الحكم ''تطور مهم بالنسبة للشعب المصري وتطلعاته الديمقراطية المشروعة''. ودعت تركيا إلى إجراء انتخابات حرة وعادلة واحترام حقوق الإنسان. وقال رئيس الحكومة طيب رجب اردوغان في بيان أمس ''نأمل أن يسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة في أسرع وقت ممكن إدارة شؤون البلاد إلى إدارة جديدة تولد عن طريق انتخابات حرة وعادلة''. ونفس الموقف أعرب عنه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي أعرب عن أمله في أن تتم العملية الديمقراطية في مصر في أسرع وقت مع إجراء انتخابات نزيهة. وقال إن ''وجود مصر قوية وديمقراطية هو عنصر مهم لعملية السلام في الشرق الأوسط''. من جانبها أعربت الصين عن أملها في عودة الاستقرار سريعا إلى مصر، بينما رحبت الهند بقرار الرئيس مبارك بالتنحي عن منصبه احتراما لرغبات الشعب المصري. وهنأ وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الشعب المصري بتنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم، داعيا الجيش إلى الوقوف إلى جانب شعبه. وفي إطار ردود الفعل العربية التي كانت محتشمة منذ بداية الاحتجاجات المناهضة للسلطة في مصر أعربت الحكومة الأردنية عن احترامها الكبير لشعب مصر وخياراته الحرة والمستقلة. وذكرت وزارة الخارجية الأردنية أن ''حكومة المملكة الأردنية تتابع عن كثب التطورات التاريخية في مصر التي تشكل ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي وركنا أساسيا في محيطها العربي''. وأعربت تونس عن ارتياحها لتنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة وانتقالها إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية. وقالت وزارة الخارجية التونسية ''تعرب الحكومة المؤقتة باسم الشعب التونسي الذي أنجز ثورة الحرية والكرامة عن إكبارها لنضال الشعب المصري الشقيق وتضحيات شهدائه من شباب مصر''. والموقف نفسه أعربت عنه كل من اليمن والبحرين والعراق والسودان والتي أعربت كلها عن احترامها لإرادة واختيار الشعب المصري.