باشرت مصالح الأمن الوطني منذ بداية الأسبوع الجاري بسط سيطرتها وتكثيف حضورها على مستوى جميع المشاريع السكنية المنجزة وتلك التي لا تزال بها الأشغال جارية وذلك للحيلولة دون تعرضها للسطو والاقتحام على خلفية الأحداث التي عرفتها مواقع سكنية ببلديات باش جراح، المحمدية، القبة وحسين-داي، إلى جانب ولايات أخرى من الوطن. حيث خططت عائلات على أساس انشغال مصالح الأمن وكذا المسؤولين بدعوات بعض الأطراف إلى مسيرات، للسطو واحتلال سكنات شاغرة خاصة مع غياب أعوان الأمن بهذه المواقع التي اكتفى المشرفون عليها بتفويض أعوان الحرس البلدي بحراستها. وتزامنا مع ذلك تشهد ولاية الجزائر لقاءات واجتماعات مكثفة للإسراع في توزيع تلك السكنات في أقرب وقت. ويشير مصدر أمني موثوق إلى تلقي مصالح الأمن تعليمات باستئناف حماية المنشآت والمشاريع السكنية خاصة خلال هذه الفترة التي تسعى فيها العديد من العائلات والعصابات اللصوصية إلى التخطيط لاقتحام السكنات الشاغرة وهي التي استغلت في السابق خلو هذه المواقع من أي تواجد لأعوان الأمن أو الدرك الوطنيين باستثناء أعوان الحرس البلدي الذين عجزوا عن فرض سيطرتهم نظرا لتعدادهم القليل. وقد استرجعت مصالح الأمن دورها السابق في حراسة المنشآت السكنية المنتهية الأشغال وكبريات المشاريع بعد أن أوكلت هذه المهمة لأعوان الحرس البلدي الذين لم يتمكنوا خلال الأحداث الأخيرة من بسط سيطرتهم والتصدي لعمليات السطو التي قام بها مواطنون عبر العديد من المواقع السكنية على غرار حي مختار زرهوني''الموز سابقا'' بالمحمدية، حي البرتقال بباش جراح، القبة وحسين داي. ووجدت مصالح ولاية الجزائر حرجا ومشاكل أمنية حالت دون استرجاع سكناتها المقتحمة والتي تجاوز عددها على مستوى العاصمة ال700 مسكن كانت مهيأة لتوزيعها وفق برنامج إعادة الإسكان الذي شرعت فيه سلطات ولاية الجزائر منذ مطلع العام الماضي. واضطرت مصالح الولاية وعلى رأسها الوالي إلى إصدار تسخيرة موجهة إلى مصالح الأمن لولاية الجزائر للإسراع في إخلاء المواقع السكنية المقتحمة وهي العملية التي تطلبت استقدام دعم بشري ومادي كبير لإنجاز هذه العملية التي استمرت إلى ساعات متأخرة من الليل، خاصة على مستوى حي مختار زرهوني، حيث تم اقتحام ما يقارب ال350 شقة فارغة. وتطلبت عملية حماية المواقع السكنية والمنشآت الأخرى تجنيدا كبيرا لأعوان الأمن، حيث يشير مصدر أمني إلى استعدادات وتحضيرات مكثفة تم على إثرها دعم التعداد الأمني بالعاصمة ليتجاوز ال20 ألف شرطي إلى جانب الطلبة الجدد الذين سيتم إقحامهم والاستعانة بهم خاصة خلال فترات نهاية الأسبوع ''الجمعة والسبت'' والتي تسعى العديد من الأطراف إلى استغلالها للظهور والبروز سواء من خلال الدعوة إلى تنظيم مسيرات أو استغلالها من قبل عصابات إجرامية ولصوصية لخرق المسيرات وكسر هدوء العاصمة والولايات الأخرى للسطو على عدد من المقرات العمومية والخاصة والهيئات وكذا مصالح تجارية ومشاريع سكنية وبالتالي خلق فوضى تحت غطاء المسيرات أو الحاجة.ومن ناحيتها تقوم مصالح السكن لولاية الجزائر باجتماعات ولقاءات مكثفة لتسريع عملية توزيع السكنات الشاغرة وضبط قائمة المستفيدين وذلك في غضون الأيام القليلة القادمة ومن جهة أخرى يشير مصدر من ديوان التسيير العقاري لحسين-داي إلى قرب الإعلان عن توزيع ما يقارب ال1000وحدة سكنية على مستوى بلدية عين طاية لفائدة قاطني البيوت القصديرية، الشاليهات والبناءات القديمة. للإشارة قامت جماعة من المواطنين ليلة الجمعة إلى السبت الماضين باقتحام أزيد من 300 مسكن اجتماعي بحي مختار زرهوني بالإضافة إلى نحو 100 مسكن جاهز بصيغة الترقوي والاجتماعي التساهمي بنفس الحي وسكنات أخرى ببلديات باش جراح، القبة وحسين-داي وشهدت هذه الأحياء فوضى كبيرة بسبب رفض المقتحمين إخلاء السكنات المحتلة لولا التدخل الكبير لأعوان الأمن.