صرح ملك المغرب، محمد السادس، يوم الاثنين انه لن يستسلم "للديماغوجية" وانه سيواصل ترسيخ "النموذج المغربي" الذي "لا رجعة فيه". وفي خطاب ألقاه بمناسبة مراسم تنصيب المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أضاف ملك المغرب قائلا "إننا حريصون على مواصلة إنجاز الإصلاحات الهيكلية وفق خارطة طريق واضحة الرؤية والأهداف". و يأتي هذا الخطاب غداة مظاهرات نظمت يوم الأحد في عدة مدن من المغرب للمطالبة بدستور جديد و حل البرلمان و استقالة الحكومة تلبية للنداء الذي وجهته مجموعات "شباب 20 فيفري" على شبكة الانترنت الاجتماعية فايس بوك. وقد انظم إلى هذه المظاهرات الداعية إلى تغييرات جذرية في المغرب حوالي عشرين منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان والأمير هشام العلوي ابن عم العاهل المغربي الملك محمد السادس. وصرح الأمير مولاي هشام قائلا "إنني انظم لكل مبادرة تدعو إلى دمقرطة نظامنا السياسي بشرط أن تكون سلمية و تسامحية". و تسببت هذه النداءات المطالبة بالتغييرات السياسية في حدوث انقسامات في بعض التشكيلات السياسية التي لديها مقاعد في البرلمان مثل حزب العدالة و التنمية الذي شهد استقالة ثلاثة من أعضائه القياديين من المديرية حيث أعلنوا مساندتهم للتغيير في البلد. و كان وزير الداخلية المغربي، الطيب الشرقاوي، قد أعلن يوم الاثنين عن سقوط خمسة قتلى و إصابة 128 آخرين بجروح خلال المظاهرات التي نظمت أمس الأحد بعدة مدن مغربية للمطالبة بتغييرات سياسية بالمغرب. وفي تصريح للصحافة أكد السيد الشرقاوي أنه تم العثور على الجثث المتفحمة لخمسة أشخاص داخل إحدى الوكالات البنكية التي تم إحراقها خلال هذه المظاهرات بمدينة الحسيمة. كما ألحقت أضرار ب33 مؤسسة و بناية عمومية و 24 وكالة بنكية و 50 متجرا و بناية خاصة و 66 سيارة وكذا دراجتين ناريتين. وقد جرت هذه الاضطرابات بمدن طنجة و تيتوان و العراش و الحسمية و سفرو وو مراكش و غلميم حسب السيد الشرقاوي الذي أوضح أن 120 شخصا تم توقيفهم خلال مظاهرات يوم الأحد. وقامت الشرطة المغربية في بداية سهرة أمس الاثنين بالرباط مدعمة بالقوات المساعدة لوزارة الداخلية المغربية بعنف بتفريق حركة احتجاجية سلمية نظمها شباب "حركة 20 فيفري". و استعملت قوات الأمن الهراوات لمنع التجمع في ساحة باب الحد الواقعة بالقرب من المدينة العتيقة. وتم الاعتداء على رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، خديجة رياضي، التي جاءت لدعم التجمع حيث نقلت إلى مستشفى المدينة. و أكد نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان السيد عبد الإلاه بن عبد السلام في اتصال هاتفي أن رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تلقت ضربة قوية في البطن من قبل مدني خلال المواجهات التي وقعت مع المعارضين للمظاهرة مضيفا أن مناضلين ثلاثة آخرين من الجمعية قد جرحوا أيضا. وتابعت الشرطة المتظاهرين الذين كانوا يهتفون "نريد التغيير" و "نريد الديمقراطية و الحرية" إلى غاية مدخل المدينة العتيقة. وشكلت بعدها حاجزا و جهازا لمنع الأشخاص من الالتحاق بالساحة التي كان من المقرر تنظيم الحركة الاحتجاجية فيها. وكانت السيدة رياضي قد صرحت من قبل لوأج أن منظمتها تندد بتدخل قوات الشرطة لقمع المظاهرة السلمية لشباب لا يريدون سوى التعبير عن مستقبل بلدهم. و أضافت قائلة "نحن هنا من اجل دعم هؤلاء الشباب الذين بادروا بتنظيم هذه الحركة" مؤكدة "إننا سنواصل دعمهم في كل مرة في مطالبهم". وحسب مصدر مقرب من الحركة فقد قرر منشطو هذه الحركة تنظيم وقفات احتجاجية يومية بعد الزوال بساحة باب الحد في انتظار تجمع الأسبوع المقبل بالرباط.