أشرف أمس الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد على تدشين مركز الإصغاء والمساعدة لضحايا التحرش الجنسي الكائن مقره بالاتحاد العام للعمال الجزائريين بوصفه مطلبا شرعيا سيسهم في كسر أحد أكبر الطابوهات التي لها تأثيرات على الوسط المهني والعلاقات العامة في المجتمع. أشار الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين خلال حفل التدشين الذي نظمته منظمة النساء النقابيات بالتعاون مع مركز الاعلام والتوثيق لحقوق الطفل والمرأة، إلى أنه لم يكن من السهل طرح قضية التحرش الجنسي في مجتمع يعتنق الإسلام، حيث تمت الاستجابة لمسألة إعادة افتتاح هذا المركز الذي تم غلقه منذ أربع سنوات بفضل عمل النساء النقابيات، مبرزا ان حدث إعادة الافتتاح يمثل التزاما أخلاقيا بالدرجة الأولى. وأشاد في سياق متصل بالدور الرائد الذي تقوم به المنظمات النقابية في مجال النضال من أجل قضايا المرأة والتي تعد الضحية الأكثر تعرضا لمشكل التحرش الجنسي. وبخصوص هذا المركز الذي ستشرف لجنة المرأة العاملة لولاية الجزائر على تسييره، ذكر الأمين العام لاتحاد ولاية الجزائر صالح جنوحات أن افتتاح مركز من هذا القبيل يعد واجبا وتقديرا لأهمية المرأة في المجتمع، فضلا عن كونه مؤشرا على مدى الاهتمام بالقضايا التي تشغل العنصر النسوي. ومن جهتها كشفت رئيسة لجنة النساء النقابيات وعضو المديرية الوطنية للاتحاد العام للعمال الجزائريين سعدة رحماني أن إعادة افتتاح مركز الإصغاء والمساعدة لضحايا التحرش الجنسي يعد تتويجا لمطالب النساء النقابيات لاتحاد ولاية العاصمة والتي تقرر بموجبها ان تكون سنة2011 سنة لاحترام المرأة في أماكن العمل من منطلق ان جملة الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تلقي بثقلها على كاهل المرأة التي كثيرا ما تتعرض للمساومة في عالم الشغل. وأضافت السيدة رحماني أن قضية التحرش الجنسي والمعنوي أولوية ناضلت من أجلها النساء النقابيات، باعتبار أنه لا يمكن تحقيق مبدأ المساواة دون احترام كرامة المرأة، معتبرة ان إعادة افتتاح المركز انتصار للمرأة الجزائرية في شهر يرمز لنضالها. وأوضحت المتحدثة أن هذا المركز الذي سيعمل على المستوى الوطني سيقوم بدور الإصغاء والتوجيه النفسي لضحايا التحرش الجنسي مع مساعدتهم على المتابعة القضائية من خلال التعاون مع المنظمات النقابية والمجتمع المدني. وفي نفس الإطار عبر عدد من النساء النقابيات ل ''المساء'' عن استحسانهن لهذه المبادرة التي يمكنها أن تساهم إلى حد كبير في مكافحة ظاهرة التحرش الجنسي شرط أن تكون مرفوقة بالمتابعة والتسيير الجيد. وللإشارة تم افتتاح مركز الإصغاء والمساعدة لضحايا التحرش الجنسي سنة 2003 ليتم غلقه منذ أربع سنوات لأسباب تتعلق بالتسيير.