صادقت مؤخراً اللجنة الولائية للممتلكات الثقافية، على تصنيف العديد من المعالم التاريخية والمواقع الأثرية التي تزخر بها الولاية، من بين أهمها محطة القطار التي أنجزت في 28 مارس1937من قبل المهندس الفرنسي ''غاوول أوبو'' وفق تصاميم هندسية عربية أصيلة مستمدة من الطابع الموريسكي، حيث زينت بالرخام الرفيع الذي تم جلبه من تونس سنة .1937 وحسب المصادر التاريخية، فإن هذه المحطة التي تعد من بين أجمل محطات القطار على المستوى الوطني، إلى جانب أنها تشكل معلما فنيا معماريا فريدا من نوعه بالمنطقة، بنيت على أنقاض محطة قديمة تقع قبالة النزل البلدي لسكيكدة وبالقرب من ميناء سكيكدة على بعد أمتار من البحر. وتتكون محطة القطار لمدينة سكيكدة من طابقين تعلوها مئذنة جميلة كانت تحتوي على ساعة كبيرة تم نسفها خلال الحقبة الاستعمارية من قبل المنظمة السرية الفرنسية، وتعد المحطة تحفة فنية في غاية الروعة، زادتها جمالا تلك الزخارف الطبيعية المتعددة الألوان والأشكال والمشكلة من الفسيفساء ومن خزف نابل، تحيط بها ينابيع وتنبعث منها أزهار ذات ألوان هادئة تزين البهو المركزي للمحطة الذي تقابله على علو ساعة فريدة أيضا من نوعها وتعلو سقفها ثريا على شكل نجمة متعددة الأشكال تمتد إلى غاية قاعة الانطلاق، بما في ذلك الجدران التي تحيط بها رسومات زخرفية أخرى تصور قصرا من قصور ألف ليلة وليلة، وما يزيد هذه الأخيرة بهاء متميزا، درابز السلالم الواسعة المؤدية إلى الرصيف والمصنوعة من البرونز الخالص ذات الألوان الجذابة، لتبقى هذه المحطة التي عرفت خلال السنوات الأخيرة تدهورا مع كل هذا بحاجة إلى عناية أكثر، بالخصوص من حيث النظافة، سواء بداخلها أو خارجها حتى تبقى محافظة على جمالها.