سيتدعّم قطاع الثقافة بولاية سكيكدة في إطار البرنامج الخماسي الجديد الذي أعلنه رئيس الجمهورية 2010- 2014 بالعديد من المشاريع ذات الأهمية الكبرى منها دار جديدة للثقافة صممت« على الطراز العربي الإسلامي مع مسحات عصرية، والأشغال جارية بها ومن المتوقّع أن تسلّم قبل نهاية السنة الجارية على أقل تقدير. وذلك إضافة إلى مشروع إنجاز مكتبة مركزية بمقر عاصمة الولاية، متحف جهوي ومسرح الهواء الطلق ببلدية فلفلة علاوة على مشروع جديد يدخل في إطار تثمين والحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية المتواجدة على مستوى كامل تراب الولاية، بما في ذلك أشغال تهيئة ''قصر مريم عزة''، المسرح الجهوي ومسجد ''سيدي علي الكبير'' بالقل الذي انطلقت مؤخرا أشغال إعادة تهيئته. وإلى جانب هذه المشاريع التي سترتقي إلى حدّ ما بالفعل الثقافي الهادف في عاصمة روسيكادا، فإنّ سكيكدة تدعّمت مؤخّرا ببعض الهياكل الثقافية منها ''قصر الثقافة والفنون'' الذي فتح أبوابه بصفة رسمية في فيفري الفارط، ويجمع بين الأصالة المستمدة من خصوصيات الولاية في المجال العمراني وبين المعاصرة في تزاوج رائع جعله تحفة ثقافية معمارية تضاف إلى العديد من المنشآت التاريخية كالنزل البلدي، محطة القطار والبنك المركزي والتي أنجزت جميعا وفق الطابع الموريسكي. وللإشارة، فإنّ العديد من الورشات هي الآن في طور التشكيل كالمكتبة، فضاءات الانترنت للشباب والطلبة، ورشة الفن التشكيلي، مخبر اللغات، قاعة تعليم الرقص، نادي الإبداع الأدبي، نادي السينما وورشة الموسيقى إضافة إلى نادي السمعي البصري، وهذا في انتظار إعادة النظر في التركيبة البشرية سواء تعلّق الأمر بالتسيير أو بالتأطير من خلال انتداب أساتذة جامعيين ومربين ومختصين من أصحاب الشهادات الجامعية العليا الذين بمقدورهم المساهمة في ترقية النشاط الثقافي الهادف لا سيما الجانب المتعلّق بالتكوين والتأطير حتى يكون هذا الصرح منارة حقيقية. وحسب مصدر من مديرية الثقافة لولاية سكيكدة فإنّه سيتم خلال الأيام القادمة تسليم 14 مكتبة من أصل 36 مكتبة جاري إنجازها عبر عدد من بلديات الولاية، وستتدعّم كلّ المكتبات بكمية معتبرة من الكتب من مختلف المراجع إلى جانب تزويدها بقضاءات للانترنت، وقد تمّ خلال سنة 2009 ضمن برنامج إنجاز المكتبات البلدية وقاعات المطالعة في إطار إعانات الصندوق المشترك للجماعات المحلية، استلام 19 مكتبة وذلك عبر 19 بلدية. وعرف قطاع الثقافة بالولاية خلال السنوات الأخيرة ديناميكية حقيقية فإلى جانب مختلف الهياكل التي تمّ تسليمها وتلك الجاري إنجازها، فإن القطاع اهتمّ لأوّل مرة بملف حماية وتثمين المواقع التاريخية والأثرية الموزّعة عبر تراب الولاية والتي تؤرّخ لتاريخ روسيكادا الضارب جذورها في أعماق التاريخ، وبالمشاريع المتعلّقة بتصنيف كلّ المواقع الأثرية والمعالم التاريخية المتواجدة بالولاية منها ما يسمى بالمجمع العمراني لشارل مونطالو الذي يضمّ كلا من النزل البلدي، المركز البريدي، البنك المركزي ومحطة القطار بما في ذلك تصنيف كلّ اللوحات الفنية المتواجدة بالنزل البلدي والتي تعدّ من الأعمال الفنية النادرة التي لا تقدّر بثمن حيث صدر قرار تصنيف تلك الألواح الفنية لأوّل مرة بالجريدة الرسمية بتاريخ 29 ديسمبر .2009 للإشارة، تمّ خلال سنة 2009 اكتشاف 11 موقعا أثريا بكلّ من بلديات زردازة، السبت، أم الطوب، بني ولبان، عين بوزيان ورمضان جمال وكلّها تعود إلى العصر النيوليتي أي 20 ألف سنة قبل الميلاد.