أعطى وزير التضامن الوطني والأسرة السيد سعيد بركات أمس، إشارة انطلاق أول قافلة في إطار ''عملية العطلة الربيعية'' التي تعد سابقة وستسمح ل1431 تلميذا منهم 937 ولدا و494 بنتا من الطورين الابتدائي والمتوسط يقطنون بولايات شمالية بالاستفادة من عطلة مدتها 10 أيام في ولايات جنوبية. وأكد الوزير أن هذه المبادرة المنظمة لأول مرة، تهدف بالخصوص إلى تعريف أطفال الشمال بجمال بلدهم، من خلال هذه الرحلات التي ستقطع بهم عدة ولايات عبر الحافلة أو القطار. وأكد أن كل الإجراءات اتخذت لإنجاح هذه العملية سواء تعلق الأمر بتوفير أفضل وسائل النقل وأفضل إيواء، أو ببرنامج الرحلات الذي قال إنه اطلع عليه شخصيا، ويتضمن جوانب سياحية وثقافية وتاريخية وترفيهية واستطلاعية، وسيتمكن الأطفال من خلال مساهمة مديريات النشاط الاجتماعي بالولايات المعنية والجمعيات المحلية من التعرف على أقرانهم هناك، وكذا التعرف على نمط معيشتهم. وتم اختيار التلاميذ المستفيدين من هذه العملية حسب مقياس التفوق، وكذا الانتماء إلى عائلات بسيطة فضلا عن السن الذي يتراوح بين 11 و15 سنة. وبمقر وزارة التضامن الوطني انطلقت أول قافلة تخص ولاية الجزائر وتضم 108 أطفال توجهوا في ثلاث حافلات إلى ولايات غرداية والأغواط والوادي، كما سيتوجه أطفال من سيدي بلعباس ومعسكر وعين تموشنت وتلمسان عبر القطار إلى بشار. للعلم فإن العملية تشمل 30 ولاية انطلاق وسبع ولايات لاستقبال أطفال الشمال هي: غرداية والوادي والأغواط وبشار وبسكرة وورقلة والنعامة. وقد ساهمت ثماني جمعيات تعمل مع مديرية النشاط الاجتماعي بولاية الجزائر في اختيار التلاميذ المستفيدين من الرحلة منها جمعية ''وعد'' وجمعية مرضى ارتفاع الضغط الدموي، وجمعية ''ابتسامة'' وجمعية ''نجوم الشباب'' و''مشعل اليتيم'' وجمعية ترقية الفتاة بجسر قسنطينة، وجمعية ''اتحاد وأمل'' لذوي الاحتياجات الخاصة.وقد تكفلت بعض الجمعيات مثل ''أمل وتحدي'' حسب تصريحات رئيسها السيد مولود دراجي بتأمين الأطفال فضلا عن اختيارهم، كما قدمت أخرى مثل جمعية ترقية الفتاة بجسر قسنطينة هدايا لهم. للإشارة فإن وزارة التضامن الوطني خصصت 1000 دج لكل طفل على أساس 100 دج مصروف جيب يوميا، وبلغت التكلفة الإجمالية للعملية قرابة 20 مليون دج أي 13 850 دج لكل طفل، حيث استفاد أيضا كل مشارك في الرحلة من حقيبة تتضمن لباسا وحذاء وقبعة رياضية، إضافة إلى فرشاة أسنان ومعجون أسنان وشارة.وقد بدا الأطفال جد متحمسين وفرحين بهذه الرحلة، لدرجة أننا لاحظنا عليهم بعض القلق نتيجة تأخر الانطلاق... هي لهفة لاكتشاف الجديد، فبعضهم لم يذهب لمكان آخر قبل هذا، وبعضهم الآخر اعترف لنا بأن الرحلة الوحيدة التي استفادوا منها كانت لأعالي جبال الشريعة في رحلة مدرسية دامت يوما واحدا. وقد ثمن بعض الأولياء الحاضرين في انطلاق القافلة هذه المبادرة متمنين أن تتواصل وتشمل تلاميذ آخرين لكن بشرط التفوق الدراسي كما صرح وزير التضامن الوطني، الذي دعا الأطفال إلى مزيد من التألق في الدراسة للاستفادة من رحلات مماثلة.