تشارك الجزائر في الصالون الدولي لاستيراد البضائع في طبعته التاسعة من التاسع إلى الحادي عشر جوان القادم بالعاصمة سيول بكوريا الجنوبية. وسيكون هذا الصالون فرصة للطرف الجزائري للبحث عن أسواق جديدة في مجال التجارة الخارجية لترقية الاستيراد مع كوريا الجنوبية ومع باقي الدول التي ستشارك في هذه التظاهرة. دعت الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية رجال الأعمال الجزائريين المهتمين بالاستيراد أو أصحاب الشركات الراغبين في إقامة علاقات شراكة وتطوير وارداتهم وكذا المهتمين بالبحث عن أسواق جديدة لاستيراد البضائع من كوريا الجنوبية بالتقدم للتسجيل لحضور هذا الصالون. وبالإضافة الى التعرف على الأسواق والعروض الجديدة الجنوب كورية أو من باقي الدول التي ستشارك في الصالون سيكون بإمكان المشاركين التعرف على النصوص التشريعية المنظمة للتجارة الخارجية في البلدان التي يرغبون إقامة شراكة معها، وكذا التعريف بالإجراءات المعمول بها في الجزائر في هذا المجال الواردة في قانون المالية. وتعتبر كوريا الجنوبية شريكا حقيقيا بالنسبة للجزائر في القطاع الاقتصادي والتجاري، حيث تطورت العلاقات بين البلدين بوتيرة كبيرة، وهي مرشحة لأن تتعزز أكثر إذا علمنا أن حجم المبادلات بين البلدين ارتفع بوتيرة كبيرة خلال الخمس سنوات الأخيرة، حيث بلغ ملياري دولار في نهاية سنة ,2009 بعد أن كان محصورا في حدود 500 مليون دولار في سنة 2005 ليصل هذا الحجم الى 5,3 ملايير دولار في سنة ,2010 منها مليار دولار من الصادرات الجزائرية. وتصدر الجزائر لكوريا الجنوبية المواد الطاقوية الأولية، حيث تحاول وضع توازن في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين من خلال استغلال تحسن العلاقات السياسية التي تعتبر ميزانا هاما لتذليل العقبات التي تحول دون تجسيد المزيد من التعاون الاقتصادي الفعال. ويذكر أن كوريا الجنوبية تسيطر على حصص كبيرة في السوق الجزائرية من خلال تصديرها للسيارات، قطع الغيار، التجهيزات الكهرومنزلية، الهواتف النقالة، وغيرها من التجهيزات العصرية المستعملة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة. وسبق لمسؤولي كوريا الجنوبية أن أكدوا على إمكانية تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في قطاعي السيارات والتجهيزات المنزلية بشكل اكبر ليس فقط من الجانب التجاري وإنما أيضا في إطار التعاون الصناعي بين الجانبين، مشيرين الى رغبة المؤسسات والحكومة الكورية الجنوبية في التعاون مع الجزائر في تطوير المدن الجديدة وفي مجال التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال. ويسجل لكوريا الجنوبية تفوقها في عدة مجالات صناعية مكنتها من إنعاش اقتصادها بالرغم من ضعف مواردها الطبيعية، ويمكن للجزائر أن تستفيد من هذه الصناعات خاصة ما تعلق منها بصناعة البواخر والأشغال العمومية والنسيج الذي حققت فيه كوريا الجنوبية نتائج باهرة جدا من خلال فتح مصانع عن طريق الشراكة لتستفيد الجزائر من خلق مناصب العمل وبناء صناعة خارج المحروقات من خلال الاستفادة من الخبرة الكورية في المجالات المذكورة. وتجدر الإشارة الى أن البلدين اتفقا على اتخاذ التزامات صارمة أكثر في مجال التعاون الصناعي من خلال إنشاء صندوق للتعاون الصناعي سيرى النور قريبا.