ينزل ''النسر الأسود '' بأرمادته ظهيرة اليوم، ضيفا على فريق أمل مروانة، وقد يكون ضيفا ثقيلا نوعا ما على ''الشاوية ''، في مباراة تدخل في إطار الدور ربع النهائي من كأس الجمهورية، وإذا كان المحليون قد حضروا لها تحضيرا خاصا، ويريدون من خلالها دخول التاريخ في حال فوزهم طبعا وتأهلهم إلى الدور المقبل، فإن ابناء عين الفوارة المتوجين بالسيدة الكأس الموسم الماضي، أجروا تحضيرا عاديا جدا، لأن الوقت لم يكن كافيا لذلك، وهم الذين عادوا صبيحة الثلاثاء من سفرية بوركينا فاسو، وعادوا بفوز ثمين أهلهم الى الدور المقبل، واستأنفوا التدريبات سهرة الثلاثاء، وأجروا ثلاث حصص قبل هذه المباراة الهامة والصعبة، وهم مطالبون من الأنصار ورئيس الفريق، باللعب من أجل تحقيق التأهل، وإعطاء المباراة الأهمية اللازمة وعدم استصغار الخصم، لأن مباريات الكأس لا تعترف بالكبير ولا بأسماء اللاعبين الذين تضمهم أي تشكيلة. وستكون أنظار محبي ومتتبعي ''الكحلة '' متجهة صوب ملعب مروانة عشية اليوم، حيث بات أشبال المدرب الإيطالي على مرمى حجر من المربع الذهبي، وإعادة سيناريو الموسم الماضي والتتويج بالكأس الثامنة في تاريخ النادي السطايفي. ولن تخلو مواجهة اليوم من الإثارة والمتعة فوق المستطيل الأخضر، فالوفاق يريد تأكيد سيطرته الوطنية والخارجية في كل المنافسات، والأمل يريد من خلال هذه المبارة قياس حجمه، وربما دخول التاريخ من أبوابه الواسعة، بتحقيق التأهل على حساب ''النسر ''، مادام المتأهل ستفصله خطوة واحدة عن المشاركة في النهائي، وهو ما يجعل التكهن صعبا حتى وإن كان الوفاق مرشحا على الورق، ويبقى الفصل النهائي فوق أرضية الميدان. وربما الشيء الايجابي في تشكيلة ''النسور'' عشية اليوم، هو عودة كل اللاعبين المصابين، وكذا حضور العناصر الدولية واللاعبين الذين لم يشاركوا في المباراة الأخيرة أمام أسف انييقا، وهذا باستثناء عبد المومن جابو المصاب والذي لم يتلق الضوء الأخضر من المدرب للمشاركة، رغم اندماجه سهرة الخميس مع المجموعة، لكن المدرب ديلا كازا لن يغامر به قبل مواجهة الحراش الأربعاء المقبل. وأمام عودة كل اللاعبين يملك المدرب الإيطالي كل الخيارات لتجسيد رسمه التكتيكي للإطاحة بالمنافس، مراهنا في كل ذلك على خبرة لاعبيه في مثل هذه المواعيد الكروية الكبرى، حتى وإن لم يدخل بالتشكيلة الأساسية التي لعبت المباراة الأخيرة، والتي ستعرف طبعا بعض التغييرات لإراحة البعض وإعطاء الفرصة للبعض الآخر، حيث سيكون المهاجم طراوري حاضرا كأساسي خلفا لحيماني المعاقب، وغزالي الذي غاب عن حصة الاستئناف، ومن المحتمل أن تمنح الفرصة للمغترب زعبوب، وبن موسى. وسيلعب المدرب الإيطالي ظهيرة اليوم بطريقة هجومية حذرة، وهي الطريقة المثلى لمباغتة الفريق المنافس منذ البداية. وعن المواجهة يقول ديلا كازا: ''رغم بعض الأمور الانضباطية التي مازالت التشكيلة تعاني منها في كل حصص الاستئناف، إلى أني حضرت التشكيلة التي ستواجه مروانة من التعداد الذي استأنف التدريبات في الموعد، ويبقى على الإدارة السطايفية أخذ القرار اللازم مع المتغيبين، لأن هذه الظاهرة باتت تؤرقني، وستكون مواجهة اليوم بالنسبة لنا ككل المباريات التي نلعبها سواء في البطولة أو الكأس أو في دوري أبطال إفريقيا، وسندخلها بالجدية والحذر المطلوبين لتحقيق ما نريده، وهو التأهل إلى الدور المقبل، قبل مواجهة الحراش في البطولة، وقد حذرت اللاعبين من مغبة الغرور رغم أني أعلم بأن لاعبي الوفاق يتمتعون بخبرة كبيرة في مثل هذه المنافسات، وطلبت منهم احترام المنافس''.