فاز اتحاد الحراش بصعوبة على مولودية سعيدة، لكن تأهله إلى الدور نصف نهائي كأس الجزائر كان كافيا للتصالح مع أنصاره بعد أيام سادها بعض التوتر في العلاقات بين الطرفين. ولا شك أن التخوف من الإخفاق هو الذي جعل لاعبي المدرب بوعلام شارف يخوضون هذا اللقاء بكثير من الإرادة لتخطي عقبة المنافس السعيدي، لا سيما وأن هذا الأخير حضر إلى ملعب المحمدية بنية العودة إلى دياره بنية الفوز مثلما فعل في الدور السابق ضد فريق جمعية الشلف. وسعى زملاء بوعلام إلى استغلال بشكل خاص عامل الملعب والجمهور الذي قام بتحفيزهم منذ بداية اللعب إلى آخره، وقد وجدوا في طريقهم منافسا لعب بتنظيم كبير فوق أرضية الميدان وحافظ على نظافة شباكه لفترة طويلة رغم وقوعه تحت سيطرة المحليين في كثير من فترات اللعب. ولم يبحث اتحاد الحراش عن تقديم عروض كروية كبيرة في هذا اللقاء، بقدر ما كان يهمه تحقيق التأهل بأية نتيجة، وهذا ما فهمه اللاعبون الذين بذلوا مجهودات كبيرة لكي يكونوا عند حسن ظن أنصارهم. وكان المدرب بوعلام شارف حريصا على تقديم الشكر لعناصره في نهاية المباراة لما قال : ''الفضل في التأهل يعود بالدرجة الأولى إلى اللاعبين الذين حققوا ما كانوا يحلمون به، وهو المرور إلى الدور نصف النهائي، لقد بذلوا كل ما في وسعهم لتحقيق مبتغاهم وإرضاء أنصارهم". وبدا شارف متخوفا من الضغط الذي ستقع فيه تشكيلته بعد هذا التأهل، حيث قال: ''الضغط سيزداد على اللاعبين والطاقم الفني، لكن ينبغي على الجميع تفادي الوقوع تحت تأثير هذا العامل، لأن منافسة الكأس فيها كثير من المفاجآت وعلينا التفكير في تحضير الدور القادم قبل الحديث عن حظوظنا في التتويج بلقبها. كما ينبغي مواصلة منافسة البطولة بنفس العزيمة من أجل تحسين وضعية الفريق ". ولا شك أن هذا التأهل سيخلق في الأسابيع القادمة حيوية كبيرة لدى أنصاره، الذين عادت ذاكرتهم إلى تتويج زملاء عبد القادر مزياني وحكيم مدان بكأس الجزائر ذات أمسية من سنة 1987 ضد شباب برج منايل.