نظمت ''الجمعية الجزائرية للطب العقلي'' مؤخرا، بمقر المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، يوما جهويا حول الأمراض النفسية والعقلية، شارك فيه طلبة كلية الطب لتيزي وزو والأطباء المختصون في مجال المرض العقلي المنخرطون في الجمعية. وذكر البروفيسور محمود بودارن، في مداخلته التي تحمل عنوان'' علاقة المريض بالطبيب''، أن هذه العلاقة هي علاقة علاجية هدفها الشفاء. مشيرا إلى دور الإعلام والاتصال مع المريض، ما يؤدي إلى تكوين تصور لدى المريض حول طريقة علاجه، والتي يجب ان تكون مرفوقة بالحوار الذي يكون متعاطفا، إضافة إلى لقاءات بين الطرفين، والتي يجب ان تتم عندما يكون المريض في موقف معاناة ينتظر الشفاء والطبيب يبرهن على قدرته على علاجه والقضاء على معاناته. مؤكدا أن شفاء المريض مرهون بموافقته، على اعتبار ان له الحق في اختيار كيفية علاجه، ما عدا حالة الغيبوبة التي يتصرف الطبيب في قرار العلاج. وأضاف البروفيسور بودارن، أن الهدف من تنظيم هذا اليوم الجهوي الذي اختيرت ولاية تيزي وزو لاحتضانه، هو ضمان متابعة الأطباء الشباب وطلبة كلية الطب في إطار خطوتهم الأولى في ممارسة مهنة الطب. موضحا أن هناك أمورا لا يتعلمها الطبيب في مشواره الدراسي مثل علاقة الطبيب بالمريض، احترام حقوق المريض وغيرها من النقاط الأساسية التي يجب على الطبيب معرفتها واستغلالها في طريقة تعامله مع مختلف الحالات المتعلقة بالمرض النفسي والعقلي. وأشار رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى العقل المرض العقلي، البروفيسور كاشا في مداخلته حول''معنى الأعراض في العلاجات التقليدية''، إلى بعض المعتقدات السائدة في ثقافة المجتمع والتي تولد اضطرابات نفسية، منها اعتبار وجود الجن حقيقة ولا نراهم، ثم إن الطبيب ليس إلا وسيلة للشفاء وان الله هو الشافي وغيرها من الأمور التي يعيش على وقعها أفراد المجتمع حالة نفسية تدفعهم إلى زيارة المشعوذين الذين يزيدون الأمور تعقيدا، وهو ما أشارت إليه السيدة بن مسعود التي تطرقت في مداخلتها إلى موضوع ''علاقة الأخلاق بالعلاج النفسي''، وينتهي الأمر في كلتا الحالتين بزيارة الطبيب لعدة مرات إلى غاية تشخيص تلك الحالة، والتي غالبا ما تكون نتيجة حالة معيشة تترتب عنها سلوكات توتير حياة الفرد. وقدم المشاركون في هذا اليوم الجهوي 16 محاضرة تتمحور مواضعها حول المرض العقلي وكيفية التعامل مع الحالات النفسية، وتصنفها على درجات مختلفة باختلاف الحالات ونوع المرض، إضافة إلى التبصر وعلاقته بالعلاج والذي يطبق على كل المرضى المصابين عقليا، وغيرها من الأمور التي يجب على الطبيب النفسي والعقلي معرفتها، لأهميتها في المساهم المهني الذي يهدف في الأخير إلى ضمان التكفل الجيد والحقيقي بالمرضى على أتم وجه.