تعتبر العلاقة بين الطبيب والمريض الجسر الحقيقي الذي يتم العبور عليه باتجاه الشفاء أو التعايش مع المرض دون مخاطر، حيث تعد مهنة الطب نوعا خاصا لا شبيه لها بين المهن الأخرى، فهي ممارسة فنية هدفها خدمة إنسانية يستحق فيها الطبيب الثقة التي يودعها فيه مريضه والتي تستوجب احترام كرامته وتقديم أقصى العناية به بصرف النظر عن دينه أو انتمائه• يحتاج الطبيب إلى مجموعة من الصفات كي يكون مؤهلا لتأدية واجبه الطبي على الوجه الأكمل• ومع أن القيام بهذه المهنة واجب مثالي، إلا أنها أحيانا توقع الطبيب في حيرة بين نداء العقل والواجب، حيث يعتبر الطب من أشرف المهن لارتباطه بحفظ النفس وحسن أداء الإنسان لمهمة تواجده على سطح الأرض• وفي حديثنا مع عميد الأطباء، محمد بركاني، كشف لنا أنه من حق المريض على الطبيب أن يعرّفه بطبيعة مرضه، إلا أن كيفية تقديم المعلومات ومقدارها متروك لحسن إدراك وتقدير الطبيب الذي عليه أن يفعل ذلك بما يتناسب مع ثقافة المريض وحالته النفسية، ومن واجب الطبيب تجاه المريض ألا يفشي هذه المعلومات إلى أحد غيره باستثناء من لهم الحق في معرفتها، كالوالدين أو الولي أو الوصي في حال وجود الأطفال أو القصّر، بشرط أن تكون مصلحة المريض هي الغاية الوحيدة من الإفشاء والتي تدخل ضمن أخلاقيات المهنة• من جهة أخرى، يضيف المتحدث بأن المريض له الحق في معرفة نوعية مرضه وخطورته لأخذ احتياطاته وتدابيره الإدارية بالنسبة للرزق أو تصفية الإرث، ومن الحكمة أيضا مراعاة الظروف الصحية والاجتماعية للمريض، وما مدى تقبله وإدراكه لهذا الخبر المؤلم، وقد يكون هذا الأخير أمرا صعبا على المريض فلا يستطيع أن يتخذ قراراً بنفسه• وهناك يجد الطبيب من الضروري إشراك أفراد العائلة لاتخاذ القرار المناسب بما فيه مصلحة المريض، وفي هذه الظروف، فإن استشارة الأهل والأقارب لاتخاذ القرار للمريض هو الأولى، لأن المريض لا يستطيع أن يتخذ القرار، وقد يوكل المريض عائلته لاتخاذ القرار المناسب• وفي نفس السياق، يقول رئيس جمعية سرطان الثدي البروفيسور، عامر سلطان، بأن من واجب الطبيب إخبار مريضه بخطورة المرض في عدة جلسات وتهيئته لسماع الخبر، ويضيف المتحدث بأن هناك دراسة خاصة يخضع لها الأطباء في كيفية إعلام المريض كما يجب على الطبيب أن يتعاطف مع مريضة وإخباره بكل كبيرة وصغيرة وبحضور طبيب نفسي لتسهيل المهمة• وللمريض الحق الكامل في أن يدرك مدى خطورة المرض الذي يعانيه، وسبل علاجه، ويجب ألا تجرى أي عملية بغير موافقة المريض التامة بعد علمه بنسبة نجاح العملية أو فشلها والأخطار والمضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد إجراء العملية، والعامل الآخر الذي يجب مراعاته هو موقف العائلة وإعطاؤهم الفرصة لأن يكونوا هم الذين يقومون بإعطاء المريض المقدمة عن المرض حسب معرفتهم بالمريض وتقبله لهذا المرض•