نظم أول أمس بتيزي وزو لقاء تحسيي حول الأمراض السرطانية بمشاركة أخصائيين وطلبة بمبادرة من الجمعية الطلابية "تربية-صحة" التابعة لكلية الطب لجامعة «مولود معمري»، وأجمع الأطباء خلال هذا اللقاء أن جميع حالات السرطان التي تصل إلى المصالح العلاجية بولاية تيزي وزو تكون في مرحلة متأخرة من تطور المرض الخبيث، مما يقلل بالتالي من فرص تماثل المرضى للشفاء، مرجعين لسبب ذلك أصلا إلى غياب الثقافة الصحية في الأوساط الشعبية، مشيرين إلى ضرورة إقحام أطباء نفسانيين وأطباء الصحة العقلية في الفريق الطبي والشبه الطبي المعالج للسرطان على مستوى ملحقة «بالوى» الجامعية المحلية المتخصصة قصد التكفل بالآثار البسكولوجية والعقلية التي لا يجب أن يستهان بها، داعين إلى السعي لربط علاقة وطيدة بين الأطراف المعنية بالمريض من معالجين وذوي المريض والجمعيات المعنية للتكفل بالمصاب الذي قد يكون في نفس الوقت يعاني من صعوبات أخرى اقتصادية واجتماعية وعائلية وغيرها قد تشكل عقبة حقيقية أمام تحسن حالته العلاجية، كما أكد الأطباء أن سرطان القصبة الهوائية أصبح يصيب الأقل سنا بعدما كان مقتصرا على العجزة الذين يتعدى سنهم ال60، وأرجعوا ذلك إلى انتشار ظاهرة التدخين بكثرة في المجتمع، حيث تقف هذه الآفة الاجتماعية وراء نسبة 80 بالمائة من الإصابات، كما أصبحت تسجل حاليا إصابات بسرطان الثدي لدى فتيات ما بين 19 إلى 20 سنة، فيما كان المرض في السابق يستهدف النساء اللواتي يفوق سنهن 40 عاما، وأجمع الأخصائيون أنه لم تضبط علميا بعد أسباب السرطان عبر العالم رغم جهود الباحثين الكبيرة المبذولة عالميا في هذا الموضوع في بداية خمسينيات القرن الماضي بالنسبة لسرطان قصبة الرئة والستينيات بالنسبة لسرطان عنق الرحم، وأشاروا في السياق ذاته إلى 4 عوامل قد تفسر جزئيا أسباب السرطانات وهي سلوكية ومحيطية وديمغرافية ووراثية. وأشار الأخصائيون أن تطور العلوم الطبية وتطبيقاتها التكنولوجية واستراتيجيات الوقاية المتخذة وكذا الثقافة الصحية المترسخة في الوسط الاجتماعي في البلدان المتقدمة قد أنجر عنها في الميدان انخفاض محسوس لعدد الإصابات بمرض السرطان وكذا للوفيات جراء السرطان بالإضافة إلى تمديد أمل عمر المرضى المتكفل بهم مبكرا وبشكل جيد.