أبدى الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر في هذا الحديث الذي خص به جريدة ''المساء'' تمسك جبهة البوليزاريو بالمسار السلمي للتوصل إلى تسوية عادلة للنزاع في الصحراء الغربية مبنية على احترام حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره، لكنه أكد بالمقابل أن الفصل في مسألة الاستمرار في عملية السلام أو العودة للكفاح المسلح سيتم خلال المؤتمر المقبل لجبهة البوليزاريو. المساء: القضية الصحراوية مجددا على طاولة النقاش في مجلس الأمن الدولي ومطلب إنشاء آلية أممية للتكفل بحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من بين أهم المطالب التي تلح عليها جبهة البوليزاريو. هل لديكم أمل في إمكانية تمرير هذا المطلب داخل مجلس الأمن رغم الموقف الفرنسي الرافض لهذا المطلب؟ ؟ طالب عمر: نحن نرجو ان يكون هناك تطور بخصوص هذه المسألة خاصة وان الأمين العام الاممي بان كي مون أشار في تقريره الأخير إلى هذا الموضوع وطالب بإيجاد آلية مستقلة ومحايدة لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. ولكن علمنا أن فرنسا لا زالت تعرقل هذا المطلب رغم أن ذلك يضعها في موقف محرج، فهي من جهة تدعي حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها ومن جهة أخرى تعمل على نقيض ذلك عندما يتعلق الأمر بمعالجة القضية الصحراوية. وحسب بعض المعلومات الأولية فإن هناك تسجيلا لأهمية وضرورة التقدم في هذا الاتجاه بالنسبة لعديد الجهات والنقاشات لا تزال مستمرة لبلوغ هذه الغاية ونرجو أن يعمل مجلس الأمن على استحداث آلية تعنى بمجال حقوق الإنسان خلال تناوله لملف الصحراء الغربية نهاية الشهر الجاري. المساء: الأمين العام الاممي وفي آخر تقرير له اقترح إحالة مسألة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية إلى مجلس حقوق الإنسان الاممي المتواجد مقره في مدينة جنيف السويسرية، وجبهة البوليزاريو رفضت هذا المقترح. في حال تمت المصادقة على هذا الاقتراح ما هي ردة فعل الجانب الصحراوي؟ ؟ طالب عمر: جبهة البوليزاريو رفضت هذا الاقتراح لأن المجلس آلية بطيئة ومعقدة ولن تكون بالفاعلية المطلوبة. نحن نتمنى أن نجد آلية مرتبطة ببعثة المينورسو لأنها هي الهيئة المتواجدة على ارض الميدان وستكون أكثر فعالية وأكثر سرعة مقارنة بمجلس حقوق الإنسان. المساء: بالعودة إلى حادثة مقتل الطالب الصحراوي عباد حمادي مؤخرا بالعاصمة الرباط والتي أكدت مجددا استمرار الانتهاكات المغربية ضد أبناء الشعب الصحراوي. لماذا لا يستغل سكان المدن المحتلة الحركات الاحتجاجية التي يشهدها العالم العربي من اجل اندلاع انتفاضة شعبية جديدة في الأراضي المحتلة قد تدفع بالنظام المغربي إلى الاستجابة لمطالب هذا الشعب المشروعة في تقرير مصيره؟ ؟ طالب عمر: الجميع مقر بأن بداية الانتفاضات العربية انطلقت من مخيم ''اقديم ايزيك'' بالقرب من مدينة العيونالمحتلة شهر أكتوبر من العام الماضي والذي شهد لأول مرة بناء الخيام كشكل غير مسبوق من أشكال الاحتجاج، وما شهدناه في تونس كان في شهر جانفي الماضي أي بعد مرور شهرين ونصف من انتفاضة النازحين الصحراويين في المخيم. وبالطبع سيواصلون المسار على ذلك الطريق رغم أن الحركات الاحتجاجية التي ينظمها الصحراويون في المدن المحتلة للتنديد بالقمع الذي يتعرضون له على يد المحتل المغربي لا تحظى بتغطية إعلامية منصفة من قبل مختلف وسائل الإعلام الدولية التي تركز على بعض القضايا وتهمل قضايا أخرى ولكن ذلك لن يمنع الشعب الصحراوي من مواصلة حركاته الاحتجاجية. المساء: أكد الرئيس الصحراوي وفي خطابه أمام وفد المنتخبين الفرنسيين الذي زار نهاية الأسبوع الماضي مخيمات اللاجئين الصحراويين على رغبة جبهة البوليزاريو وشعب الصحراء الغربية في الحصول على حقوقه المشروعة في الحرية بالطرق السلمية من دون أن يشير إلى خيارات أخرى. هل معنى ذلك أن جبهة البوليزاريو أسقطت خيار الكفاح المسلح في تعاطيها مع الوضع؟ ؟ طالب عمر: جبهة البوليزاريو لم تسقط خيار الكفاح المسلح من حساباتها والمقاومة المسلحة لا تزال قائمة ولدينا جيش لازلنا نعمل على تحضيره وإعداده لمثل هذا الخيار في حال التأكد من الفشل النهائي للعملية السلمية. ونحن لا زلنا نعطي الأسبقية لمفاوضات السلام ولكن إذا وصل الجميع واتفقوا خاصة خلال المؤتمر المقبل لجبهة البوليزاريو على أن المساعي السلمية لم تأت بأية نتيجة تذكر فإنه سيتم العودة بالتأكيد إلى العمل المسلح الذي يبقى مرتبطا بالإعداد الجيد للجيش. المساء: إذن الأولوية في الوقت الراهن للمفاوضات؟ ؟ طالب عمر: نعم، لحد الساعة الأمر المطروح هو مواصلة المفاوضات على أمل التوصل إلى نتيجة من شأنها الدفع قدما بمسار تسوية القضية الصحراوية رغم الموقف المغربي المتعنت والرافض لسماع أي صوت غير صوته. حاورته في مخيمات اللاجئين الصحراويين:ص.محمديوة