عبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله، أول أمس، عن استيائه إزاء ما وصفه بمبالغة البعض في انتقاد تنظيم البعثة الوطنية للحج لهذه المواسم، مذكرا بأن أداء هذه الشعيرة الدينية لا يعتبر فسحة سياحية، وأنه من الطبيعي أن تكون هناك بعض النقائص في التنظيم غير أنها ليست كما يصورها المنتقدون على حد قوله. واعتبر الوزير في رده عن سؤال شفهي لأحد أعضاء المجلس الشعبي الوطني أول أمس، أن الذهاب في انتقاد البعثة إلى حد الحديث عن استعمالها في نقل الحجاج بين مكةوالمدينة لحافلات تستخدم الفحم كوقود، ''يعد أمرا خياليا، وقمة في الافتراء'' مجددا التأكيد على أن أداء مناسك الحج ليس بالأمر السهل على كل حجيج العالم، لأن الأمر لا يتعلق بفسحة سياحية، على حد تعبيره. وأوضح المتحدث بأن المشاكل التي تعترض البعثة الجزائرية للحج على غرار العديد من البعثات، تقتصر على فترة الإقامة في المشاعر، حيث تتميز المساحة التي تخصصها السلطات السعودية للبعثة الجزائرية، لقضاء ثلاث أيام في منى وعرفة بضيقها الشديد، مما يثير حالة من الاكتظاظ، تدفع بالكثير من الحجاج الجزائريين إلى الاستقرار خارج الخيم المنصبة. ويفسر هذا الضيق في المكان حسب الوزير لجوء البعثة الطبية إلى حمل كمية قليلة من الأدوية والمستلزمات الاستشفائية خلال تواجد الحجاج في منى وعرفة، حيث لا يمكن حسبه إقامة مراكز صحية بهذه المشاعر، وذلك ما يبرر شكاوى الكثير من الحجاج من قلة الأدوية خلال هذه المرحلة من مراحل موسم الحج. ولدى رده عن استفسار النائب بخصوص توزيع الحصص التي تشكل تكلفة الحج، أشار السيد غلام الله إلى أن هذه التكلفة تم تحديدها خلال موسم الحج لهذه السنة، ب221 ألف دينار، منها مبلغ 110 ألاف دينار للإقامة في مكةالمكرمة و20 ألف دينار للإقامة في المدينةالمنورة، و20580 دينار تمثل حقوق التنازل، فيما يستفيد الحاج خلال إقامته بالبقاع المقدسة من 50 ألف دينار. ومن بين الخدمات الجديدة التي يشرع فيها هذا الموسم الخدمات المقدمة في المشاعر الدينية وتكلفتها مقدرة ب10 آلاف دينار، بينما تقدر حقوق الديوان الوطني للحج والعمرة ب10 آلاف دينار. وبعد تذكيره بأن أعضاء البعثة الوطنية للحج يتم اختيارهم من قبل كافة القطاعات والمؤسسات المعنية بالحج، استغرب الوزير دعوة بعض الجهات إلى منع أعضاء البعثة من أداء مناسك فريضة الحج، مشيرا إلى أنه ''لا يحق لأي كان أن يقول لأعضاء البعثة، ليس لكم الحق في أداء هذه الفريضة''.