دخل، صبيحة أمس، ولمدة يومين كاملين، تجار وعمال وموظفو دائرة بني دوالة والبلديات والقرى التابعة لها في إضراب عام عن العمل، وشل كلي للحركة التجارية والخدماتية، لمطالبة الجماعة السلفية للدعوة والقتال بإطلاق سراح الرهينة الشيخ المدعو ''بلقاسم· ب'' البالغ من العمر 73 سنة، والذي ينحدر من بلدية آث عيسي، اختطف يوم الأحد 22 سبتمبر المنصرم، على مستوى الطريق الولائي رقم 100 على المدخل الشمالي لبلدية آث عيسي، في الوقت الذي تتمسك سرية ''بني دوالة'' بمطلب دفع فدية قيمتها مليار ونصف مقابل إخلاء سبيله· عرفت لهجة الاحتجاجات الداعية لإطلاق سراح الشيخ التاجر المختطف تصعيدا شديدا بين أوساط سكان بني دوالة، بعدما انقضت المهلة التي قدمتها تنسيقية قرى بلدية آث عيسي، لعناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال والمقدرة بيومين لإطلاق سراحه، حيث شهدت مدينة بني دوالة ومدينة آث عيسي صبيحة أمس، خروج المئات من المواطنين وتجمهروا في مختلف الأماكن العمومية والشوارع والأحياء، في وقفة تضامنية كبيرة تعبيرا عن مساندتهم لعائلة الرهينة، وكذا لخلية الأزمة التي نصبت خصيصا لمتابعة هذه القضية، والتي دعت إلى الدخول في إضراب لمدة يومين· وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر محلية مؤكدة، فحالات الغضب والتذمر سادت نفوس السكان الذين ملوا من عمليات الترهيب والتهديد والوعيد الذي يمارسه الإرهابيون في حقهم، وكان روح التضامن قويا وظاهرا للعيان من ملامحهم المؤثرة· وحسب ما أكده بعض الممثلين الذين اتخذوا هذه المبادرة الشجاعة، فإن فكرة هذه المسيرة والإضراب تمخضت عن الاجتماع العام الذي انعقد منذ يومين ببلدية آث عيسي والذي شارك فيه ممثلو كل قرى المنطقة، حيث تم تنصيب خلية أزمة لمتابعة القضية، والاتفاق على الذهاب بعيدا والوقوف في وجه الإرهابيين ووضع حد لظاهرة الاختطافات التي فاقت الحدود بمنطقة القبائل لاسيما منطقة بني دوالة التي تعتبر من أكثر المناطق التي تستهدف بظاهرة الاختطافات· وحسب التصريحات والشهادات التي تحصلنا عليها من عين المكان، فإن هذه المبادرة لقيت استجابة واسعة في أوساط السكان، حيث عرفت الحركة التجارية في بني دوالة وآث عيسي تجميدا وشللا كليا، وأغلقت كل المؤسسات التجارية الخاصة والعمومية أبوابها، فضلا عن الاستجابة القوية التي شهدتها المؤسسات الخدماتية، حيث تم غلق كل البنوك ومراكز البريد ومختلف الهيئات الرسمية المتواجدة في هذه المنطقة، وكذا كل الفروع الإدارية على غرار مؤسسة سونلغاز والجزائرية للمياه· وحسب ذات المصادر، فهذه العملية مست كذلك مختلف القرى والمداشر المعزولة التابعة لدائرة بني دوالة وذلك بغلق المحلات التجارية· إلى جانب ذلك، كشفت مصادر مقربة من عائلة الضحية أن الجماعة المختطفة ومباشرة بعد سماعهم بالمبادرة الشجاعة التي اتخذها سكان بني دوالة ضدهم، اتصلوا بعائلة الرهينة وحاولوا ممارسة كل أنواع التهديد والترهيب عبر مكالماتهم الهاتفية وطلبوا منها الاختيار بين أمرين، إما دفع الفدية المقدرة بمليار سنتيم أو تصفية والدهم، لكن السكان شددوا على التمسك بمطلبهم الداعي إلى إطلاق سراح الشيخ بلقاسم دون دفع الفدية المطلوبة· هذا، وسيتواصل الإضراب حتى مساء اليوم، وسيتم عقد اجتماع بين تنسيقية القرى لبحث طرق أخرى لتحرير الرهينة، واتخاذ إجراءات أخرى أكثر صرامة·