شهد سجن سالا أمس عصيانا لنزلائه من الإسلاميين الذين دخلوا في مواجهات حادة مع حراسه استدعت تدخل قوات الأمن المغربية التي أطلقت الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لإسكات هذا التمرد. وتمرد عشرات الإسلاميين المتطرفين في سجن سالا المدينة التوأم للعاصمة الرباط احتجاجا على أوضاع سجنهم المزرية ومحاولة منهم لإسماع صوتهم باتجاه سلطات مديرية السجون المغربية لتحسين ظروف سجنهم. وتدخلت قوات الشرطة في بداية الأمر باستعمال القنابل المسيلة للدموع ولكن اشتداد المواجهات مع المحتجين اضطرهم إلى استعمال الرصاص المطاطي. وتجددت المواجهات مرة أخرى صباح أمس حيث شوهدت تعزيزات قوات الشرطة وهي تقتحم السجن واعتلت أسواره الخارجية في محاولة لمنع وقوع أية عملية فرار جماعي. وبرر مصدر بوزارة الداخلية المغربية التدخل القوي لقوات الأمن بقيام السجناء باحتجاز عدد من حراس السجن منذ اول أمس من اجل الضغط على مديرية السجن لتحسين أوضاع اعتقالهم. وقال أن قوات الأمن تمكنت من استعادة الهدوء بعد أن سلم 34 سجينا أنفسهم في عملية خلفت إصابة شرطي واحد بجروح نقل على أثرها إلى المستشفى. وقال عبد الرحيم محتد رئيس جمعية النصير تتبنى الدفاع عن الإسلاميين المغاربة المحكوم عليهم في قضايا الإرهاب أن تمرد هؤلاء راجع إلى الفوضى العارمة التي تسود في داخل هذا السجن الذي يضم بين جدرانه أكثر من مائتي سجين إسلامي متطرف معظمهم من تيار السلفية الجهادية المنادية بإقامة دولة إسلامية في المغرب. وأضاف في انتقاد لوعود الملك محمد السادس بانفتاح سياسي واسع في البلاد أن إدارة السجن أرادت من خلال التدخل العنيف لقوات الأمن أن تمرر رسالة بأنها ستقمع كل عملية قادمة بكل عنف وبشتى الوسائل. ولكن أقارب احد نزلاء السجن أكدوا أن سبب هذا التدخل العنيف راجع إلى محاولة مدير هذه المؤسسة العقابية اعتقال احد الإسلاميين اتهم بتسريب فيديو على ''اليوتوب'' من داخل السجن صور من خلاله شبه تمرد للإسلاميين احتجاجا على ظروف سجنهم.