سجلت المستشفيات في الآونة الأخيرة، عزوفا كبيرا من طرف المرضى المقيمين عن استهلاك الوجبات التي يعدها المستشفى، بدعوى أنها لا تحتوي على القيمة الغذائية اللازمة أو أنها تفتقر للجودة والنظافة، وهي الظاهرة التي يطالب بعض الممرضين بحلها عن طريق توظيف طباخين مؤهلين، خاصة وأن العديد من المستشفيات صارت تعتمد على أعوان الحراسة وعاملات النظافة في إعداد وجبات المرضى. لم يصبح هاجس المريض في المستشفى - حسب بعض المرضى - مرضه أو التفكير في علاجه، بل همه الوحيد هو كيف سيقضي أيامه في مشفى يقدم وجبات غير صحية. انعدام النظافة والجودة... اقتربنا خلال زيارتنا لمستشفى الرويبة شرق العاصمة من عدة مرضى، وقد أكدت المريضة (أ.ع) بمصلحة الأمراض الصدرية، أن طعام المستشفى غير متوازن إذ لا يحتوي على كل ما يلزم الجسم، وأضافت أن جميع مرضى المشفى يتناولون نفس الطعام دون مراعاة الحمية الغذائية التي يتطلبها كل مرض. عاملات النظافة نادلات! أما المريضة (س. د) بمصلحة الطب الداخلي، فكشفت أن مهمة تقديم الأكل يتولاها أعوان غير مؤهلين، كالمنظفات اللواتي لا يغيرن المآزر ولا القفازات التي يعملن بها حين تقديم الأكل، وهو أمر يبعث على النفور من الوجبات التي يوزعنها، كما أكدت نفس المريضة أن الأواني المستخدمة تفتقر الى النظافة. وحسب شهادة ممرضة تعمل بمستشفى قريب من وسط العاصمة، فإن مصلحة الأمراض الصدرية - قسم الرجال - عرفت السنة الماضية احتجاج المرضى بسبب سوء الطعام المقدم لهم، ولامتصاص غضبهم سارع المسؤولون إلى تحضير شرائح لحم مشوية وسلطة كاملة. حضرت التجهيزات وغاب الطباخون المؤهلون الأسباب السالفة الذكر جعلتنا نتسلل الى مطبخ المستشفى، للاطلاع على ما يدور فيه ومعرفة سبب هذا التهاون الذي ينفر المريض من الوجبات الغذائية، وتبين لنا أن المطبخ يتوفر على التجهيزات المناسبة من أوان وآلة غلسها وأفران حديثة وغيرها من الوسائل التي تمكن من إعداد طعام لائق وصحي، لكننا فوجئنا بوجود أشخاص لا علاقة لهم بالطبخ كأعوان الحراسة والمنظفات، وعند استفسارنا، أجابتنا الطباخة (ك. ع) التي تعمل في نفس الوقت كمنظفة، أنها مكلفة فحس، فهي تطبخ في المستشفى كما لو كانت في المنزل، وذكرت أنها لم تخضع لأي تكوين في مجال الطهي لتضع قائمة وجبات خاصة بكل مريض. ومن جانبه أشار أحد أعوان المطبخ الى أن كمية المواد الغذائية الموجودة لا تفكي لتنويع الوجبات. وفي المقابل اعترف مسؤول بمستشفى الرويبة بعدم وجود طباخين مؤهلين. مؤكدا أن مسؤولي المستشفى يوفرون كل المواد الغذائية ومواد التنظيف اللازمة، وقد أرجع المشكل إلى الاختلاس والسرقة، مما يعود بالسلب على المشفى والتقصير في خدمة المريض.