بالنسبة لكثير من سكان المدن فان امتلاك سيارة هو بمثابة نعمة ونقمة في وقت واحد· فبعض سكان المدن يستخدمون وسائل النقل غالبا لتنقلاتهم لكن أحيانا يحتاجون سيارة للقيام بالتبضّع وللقيام برحلات الى خارج مدينتهم· والاحتفاظ بسيارة يمكن أن يكون باهظ التكاليف وإيجاد مكان لوقف السيارات في شوارع المدن المزدحمة يمكن ان يكون بمثابة كابوس·
وقد درست سيدتان امريكيتان هذه المشكلة وعثرتا على فرصة عمل تجاري، ففي 1999 اسّستا شركة "زيبكار" التي نمت بسرعة لتصبح أكبر شركة للتشارك على السيارات لفترات قصيرة· وفي العادة تؤجّر شركات تأجير السيارات العربات لفترة يوم على الأقل· اما تقاسم السيارة فيجيز للمستاجر ان يستأجر العربة لساعة وبدون أن يضطرّ للإنتظار في طابور في مقرّ شركة التأجير· وعوضا عن ذلك تترك السيارات في اماكن محجوزة في مختلف أحياء المدينة ويلزم على الزبائن ان يسيروا مسافة قصيرة لاستلامها· وفي خريف 2007 استحوذت زيبكار على أكبر منافس لها في امريكا "فليكسكار"· وبعد ان دمجتالشركتان صار لدى زيبكار 5500 سيارة في أكثر من 50 مدينة أمريكية وكندا وبريطانيا· وتبلغ قيمة أعمال الشركة 100 مليون دولار سنويا· وعلى عكس نموذج الأعمال التقليدي الخاص بشركات تأجير السيارات فان عمليات "زيبكار" مؤتمنة، كما أن سياراتها مجهّزة بآلات لاسلكية تفيد الشركة عن مكان السيارة ومعلومات عن منسوب الوقود فيها وعدد الأمتار التي قادها سائقها· وكي يكون بمقدور السائقين ان يستخدموا السيارات يتعين عليهم ان ينتسبوا كأعضاء في الشركة بدفع رسم طلب قدره 25 دولارا ورسم اشتراك قدره 50 دولارا في العام· كما أن زيبكار تتأكد بواسطة دائرة تسجيل السيارات من أن لدى المنتسبين سجلات قيادة جيدة· وبعد ان يتم قبولهم كأعضاء ترسل لهم بطاقات بلاستيكية بحجم بطاقة الإئتمان· ويحجز الزبائن سيارة عن طريق الهاتف او أونلاين· ويبيّن موقع الشركة اية موديلات متوفرة وفي اية مواقع لوقوف سياراتها في المدينة ومن ثم يختار الزبون سيارة· وهذه العملية تستغرق في العادة أقل من دقيقة وتبدأ الرسوم من 7.50 دولار في الساعة ويشمل هذا الرسم التأمين والوقود· وقال روبرت ديلينغ، وهو محام يقيم بواشنطن، ان عدم امتلاكه سيارة يشجّعه على المشي او ركوب الحافلات بدرجة أكبر· وهو يستخدم زيبكار مرتين في الشهر تقريبا لبلوغ أماكن لا يمكن وصولها عن طريق النقل العام، مثل نشاطات مسائية في مدرسة ابنته·