''جوزيف ريني'' رئيس طهاة بريطاني من اسكتلندا، يشتغل مكونا في المجال بأحد أكبر مدارس الطبخ منذ عشرين سنة، ورئيس طهاة بفندق ذي خمسة نجوم، زار الجزائر لأول مرة بمناسبة تنظيم مسابقة للطبخ من طرف المجلس الثقافي البريطاني، حيث كان ضمن لجنة التحكيم التي اختارت الفائزين، التقيناه على هامش حفل الختام الذي أقيم بمخيم الكشافة بسيدي فرج فكان هذا الحوار. - كيف بدأت حكايتك مع الطبخ؟ ؟ يمكنني القول إنني تعلمت المبادئ الأساسية للطبخ في المنزل، أي بفضل الوالدة التي كانت تعد كل أنواع الطعام، ومنها تعرفت على الأساسيات مثل إعداد الخبز، وبعد أن التحقت بالمدرسة اكتشفت الطبخ بمعناه الاحترافي، ويمكنني القول إن حكايتي مع الطبخ بدأت قبل سن السادسة عشر. - ماهي أهم مميزات الطبخ البريطاني، ولماذا تعرف بريطانيا ببلد ''الفيش أند شيبس'' (أي السمك والبطاطا المقلية)؟ ؟ أنا غير موافق تماما على هذه التسمية - يقولها ضاحكا - إن بريطانيا كما تعلمون عبارة عن جزيرة، ولذا تتوفر على أنواع متعددة من الأسماك ومن الأغذية البحرية المختلفة، ولكن تأكدوا أننا لا نعد الأسماك دوما مع البطاطا المقلية، في اسكتلندا مثلا حيث أعيش توجد مطاعم كثيرة تقدم أصنافا مختلفة من الطعام والكثير منها راقية. ويمكن القول إن اسكتلندا مشهورة بأكلة السلمون وكذا طبق الأحشاء المتبلة. - مارأيك في طريقة أكل البريطانيين الحالية، هل ترونها صحية؟ وهل يفضلون الطبخ بالمنزل أم الأكلات الجاهزة؟ ؟ أعتقد أنه حاليا في بريطانيا أصبح الناس أكثر وعيا من السنوات السابقة بضرورة إعداد الأطعمة الصحية، لذا نجد أنهم ينتبهون أكثر من السابق لنوعية طعامهم، وبرأيي فإن غالبية البريطانيين يفضلون إعداد الطعام بالبيت، نظرا لعدم قدرتهم على التوجه للمطاعم بصفة دورية، وأؤكد لكم أن زوجتي تعد الطعام بالبيت.. صحيح يستخدمون أكلات جاهزة لكن الإعداد يتم بالبيت، كما أنه من الواجب التذكير بأن الوجبات الجاهزة اليوم تختلف عن تلك المسوقة في السابق، ففي الوقت الراهن أصبحت أكبر شركات الغذاء والمحلات الكبرى تعطي أهمية بالغة لنوعية الطعام الجاهز أو المنتجات المعلبة، حيث تكثر من السلطات وتنقص نسبة الدهون، وهي بذلك تحاول تقديم غذاء صحي للمستهلكين. - هل لديك فكرة عن الطبخ الجزائري؟ ؟ قبل خمسة أيام لم تكن لدي أية فكرة، أما الآن فقد اختلف الأمر... فعلا لم يسبق أن تعرفت على الطبخ الجزائري، وكانت لدي أفكار مسبقة، حيث كنت أعتقد أن الأكل الجزائري يقتصر على الكسكسي، وأنه يتم استخدام لحم الغنم فقط، وأن الأكل متبل كثيرا، لكن منذ مجيئي إلى هنا في أول زيارة لي إلى الجزائر، وبعد جولة في مدارس الطبخ المشاركة في المسابقة وبعض المطاعم، أدركت أن الأكل الجزائري لذيذ بذوقه ورائحته ونكهته، لكن لاحظت أنه يقدم بكميات كبيرة -يضحك - وأعتقد أن ذلك راجع إلى ثقافة الأكل بالجزائر. - زرت عددا من مدراس الطبخ في الجزائر، ماهي أهم الملاحظات التي خرجت بها؟ ؟ لاحظت حماسا كبيرا لدى طلبة المدارس وكذا مؤطريهم، وقد قمت بالمناسبة بعرض بعض تقنيات الطبخ أمام الطلبة الذين أبدوا اهتماما كبيرا من خلال متابعتهم وطرحهم للأسئلة، وكذا محاولتهم تطبيق هذه التقنيات. - ما رأيك في مجريات المسابقة التي نظمها المركز الثقافي البريطاني، وماهي أهمية مثل هذه المسابقات بالنسبة للمشاركين فيها؟ ؟ أولا أشكر المجلس الثقافي البريطاني على الدعوة التي وجهها إلي للمشاركة في المسابقة، وأعتقد أن الأخيرة كانت بالنسبة لي فرصة غير متوقعة لاكتشاف الجزائر وحسن الضيافة بها، أما بالنسبة للمشاركين فإن المسابقة تعد بمثابة الفرصة الذهبية لهم لإبراز قدراتهم وزيادة ثقتهم في أنفسهم، وبالتالي ضمان مستقبل أفضل، لأن المسابقة تعد إضافة إلى مسارهم المهني. - هل تعلمت إعداد طبق جزائري بمناسبة وجودك بالجزائر؟ وماهو الطبق الذي نال إعجابك؟ ؟لا في الحقيقة لم أتعلم إعداد أي طبق، لكن أحببت كل الأكلات الجزائرية التي تذوقتها وعلى رأسها الشخشوخة والرشتة.