أطلق أمس المجلس الثقافي البريطاني بالجزائر مسابقة ''أحسن طباخ'' خلال ندوة صحفية عقدها مدير المجلس بحضور مدراء مدارس الطبخ المشاركة في المسابقة الأولى من نوعها والتي تمتد من 04 إلى 25 ماي المقبل. وسيتنافس على الجائزة أربع فرق تتكون كل واحدة من أربعة طهاة متدربين يؤطرهم رئيس طهاة. المبادرة التي تأتي في إطار برنامج ''المهارات اللازمة للتوظيف'' ستسمح لأربعة فرق مكونة من أربعة طهاة متدربين من التنافس طيلة أربعة أسابيع، تعرض خلالها مهارات هؤلاء المنتمين الى المدارس المعنية وهي ''مدرسة سيبل'' والمدرسة العليا للسياحة والفندقة والمدرسة الدولية للفندقة ومدرسة بن بريم، في مجال ''تقنيات استعمال سكين المطبخ، واحترام قواعد الصحة والسلامة، والنظام، وتقنيات الطهي ومعايير أخرى مثل درجة حرارة الطبق المقدم وطعمه والحجم وطريقة التقديم''. ومن المفروض ان تتنافس الفرق فيما بينها، ويتم إقصاء مدرسة كل أسبوع، ثم يتنافس متدربو المدرسة المتأهلة فيما بينهم ويفوز أحدهم ب''تحدي تقديم الطعام''. وبالنسبة لمدير المجلس السيد جيريمي جاكوبسون فإن المبادرة تنطلق من فكرة تشجيع الابتكار والإبداع، لاسيما بعد أن اكتشف الروح الإبداعية التي تميز الشباب الجزائري كما قال في الندوة الصحافية، مضيفا بأن المجلس يسعى إلى تشجيع هؤلاء ومساعدتهم لإبراز كفاءاتهم ومواهبهم، فضلا عن السعي لتحسين العلاقات الثنائية بين الجزائر وبريطانيا، ولم ينس القول بأن كل مشارك في المسابقة رابح بما سيقدمه من إبداع. نفس الرأي تداول التأكيد عليه مدراء المدارس المشاركة في هذه المبادرة الذين تعد الأخيرة بالنسبة إليهم فرصة ''اشهارية'' هامة للتعريف بخدماتهم في مجال تكوين الطباخين، داعين المتربصين الى تقديم الأفضل من أجل ابراز كفاءاتهم وبالتالي كفاءة مدارسهم. وتتألف لجنة التحكيم من أربعة رؤساء طهاة يشرفون على المنافسة إضافة الى رئيسي طهاة يتم اختيارهم أسبوعيا من المجلس الثقافي البريطاني. ويحضر رئيس الطهاة البريطاني المعروف ''جو ريني'' الى الجزائر خصيصا ليشرف على تأطير المتدربين المتأهلين للنهائي، كما سيقوم بزيارات ميدانية الى المدارس المشاركة لإفادة المتدربين فيها بخبرته البريطانية لينضم الى لجنة التحكيم في النهائي. ويتحصل كل متدرب من الفرق المقصاة على سلسلة من كتب الطبخ القيمة وخلاط وشهادة مشاركة، أما الفريق المتأهل للنهائي فيدعى للإشراف على إعداد الطعام في الاحتفالية المقبلة للمجلس، ويحصل كل منهم على جهاز كمبيوتر محمول، بينما يتحصل الفائز بتحدي إعداد الطعام على ميدالية المجلس الثقافي البريطاني لأحسن رئيس طهاة وخلاط عالي الجودة. ولأن المبادرة أطلقت تحت شعار ''المهارات اللازمة للتوظيف'' فإن تساؤلات الصحافيين صبت حول مدى إمكانية توظيف المتدربين المشاركين في هيئات سياحية أو فندقية في نهاية المسابقة. وعن ذلك أشار رئيس المجلس الثقافي البريطاني أن الهدف الأساسي من المبادرة هو ابراز الكفاءات والمهارات في مجال الطبخ، مشيرا الى ان ذلك من شأنه ان يفتح أبواب التشغيل على الشباب، لاسيما وان جزءا من المنافسة التي ستجري بسيدي فرج، سيبث في حصة صباح الخير بقناة ''كنال ألجيري'' كل يوم كما تمت الإشارة الى دعوة كل الهيئات الفندقية لحضور هذا التنافس، وهو مايعد بحد ذاته فرصة مواتية لعروض عمل محتملة. وعبر كل من خالد زروق زغايمي وعزالدين رقيقي ومحمد أمين فكايري وهم طهاة متدربون من مدرسة ''سيبل للطبخ'' ل''المساء'' عن أملهم في ان تكون مشاركتهم بهذه المسابقة فرصة ليس فقط لعرض مهاراتهم المطبخية ولكن خصوصا إيجاد منصب شغل في احد الفنادق. واعترف هؤلاء الطهاة الشباب الذين يجمعهم قاسم مشترك هو حبهم للطبخ منذ نعومة أظافرهم، أن العثور على منصب عمل في هذا المجال ليس بالأمر الهين، لاسيما وان الكثير من الهيئات الفندقية والسياحية تعتمد على معايير غير مهنية في التوظيف، مشيرين الى مشكلة ''الوساطة'' التي تشغل بالهم وتجعلهم يتخوفون من المستقبل. لكن ذلك لم يمنعهم من التأكيد على أملهم الكبير في العمل بهذا الميدان واكتساب خبرات جديدة ومهارات تسمح لهم مستقبلا بإنجاز مشاريع خاصة بهم. كما أكدوا على أهمية التكوين الذي لاتغني عنه الموهبة ولا ''وراثة الحرفة'' من الأهل مثلما هو حال محمد أمين الذي ينتمي الى عائلة تحترف الطبخ، واعتبروا ان أساسيات الطبخ لايمكن إتقانها بدون تكوين في المدارس المتخصصة. يبقى مع ذلك أملهم كبيرا في الفوز بمسابقة ''بريتيش كونسيل'' وهو التحدي الذي رفعوه بكل ثقة.